لماذا لا يقدر البعض تجاوز الانفصال العاطفي؟
تجربة الانفصال العاطفي من أقسى التجارب على الصحة النفسيّة. يمضي البعض أيّاماً وأسابيع صعبة، بين بكاء وأغانٍ حزينة ومشاهدة التلفزيون طوال الوقت، ثمّ يعودون إلى حياتهم الطبيعية ويحاولون اكتشاف الجانب المشرق للأمور. لكن معاناة آخرين قد تستمرّ لأشهر وحتى سنوات، من دون أن يتمكنوا من تجاوز الحالة. لماذا؟
التعافي من الانفصال أو الرفض، يعتمد بحسب "نيويورك ماغازين"، على نظرتنا لأنفسنا. فبعض الأشخاص لديهم قناعة راسخة بأنّ طبيعة شخصيتهم ثابتة: فهم مرحون، أو جادون، أو قلقون، أو مبدعون... وبالتالي، فإنّهم يقاربون الانفصال كاعتداء مباشر على شخصهم، وكرفض لكلّ ما يمثلونه.
ينصح الباحثون وعلماء النفس من يعانون من آلام انفصال مزمنة، بتغيير زاوية مقاربتهم للأمور. فعدم التوافق مع حبيب أو شريك سابق على تفاصيل معيّنة، لا يعني أنّ كيانك كلّه غير جدير بالحبّ أو الاهتمام. فالتفكير بأنّ هناك طابعاً واحداً لشخصيتنا، أمر غير دقيق، فكلّ واحد منا قد ينال إعجاب الآخرين في عدّة جوانب من شخصيته، ويجتذب نفورهم في جوانب أخرى... وهنا، يأتي دور الجهد المبذول من الطرفين لزيادة مساحات التلاقي. ولكن، إن فشل الأمر، فذلك لا يعني أنّ أحد الطرفين سيء أو غير جدير بالحبّ بالمطلق. فما قد لا نتوافق عليه مع أشخاص معينين، قد يكون سبب وافقنا مع آخرين.