هل العلاقة الحميمة تقوي الحب؟
محتويات
غالباً ما يتم اختصارالحميمية بين شخصين بالجنس فحسب، إلّا أنّ الحميمية لها عدّة أوجه ولكلّ منها دوره الحتمي في جعل الحب أقوى وأكثر حصانة أمام المشكلات اليومية. فهل العلاقة الحميمة تقوي الحب فعلاً؟
هل العلاقة الحميمة تقوي الحب؟
جسديّا
إذا كنّا نقصد ب "العلاقة الحميمة"العلاقة الجنسية بين الزوجين، فهذه العبارة لا تكفي للتعبير عن الحميمية الجسدية. فالتقارب الجسدي قد يكون أيضاً على شكل أحضان أو إمساك يد الشريك من وقت لآخر أو تبادل القبل أو ملامسة الجلد.
العلاقة الحميمة قادرة على إرساء جو من التقارب والشعور بالأمان. وبالتالي، خلق جسور التواصل والتفاهم والحب بين الشريكين. فعندما يسمح الفرد لنفسه بوهب ذاته بكلّ إخلاص وانفتاح وشفافيّة لشخص آخر، فهو بطبيعة الحال يعطي فرصة للتفاهم وبناء رابط قوي بينهما.
إذا تمكّن الشريكان من التركيز على العلاقة الحميمة الصحّيّة،فسيضمنان علاقة طويلة الأمد.
عاطفياً
قد تكون هذه إحدى أهم نواحي العلاقة الحميمة. ويتم تعريفها على أنها تقارب يسمح للفرد بمشاركة مشاعره الشخصيّة مع شخص آخر يظهر له التفهّم والاهتمام والأمان.
لتقوية المستوى العاطفي من العلاقة، يجدر بالشريكين إيلاء الوقت للاستماع لبعضهما ومشاركة مشاعرهما يوميّاً. أفادت الدراسات، في هذا المجال، انّ الافصاح عن الذات يمكن أن يبني مشاعر حبّ قويّة ويحافظ على روابط الزواج لفترة أطول.
فكريّاً
لا يعي الكثير من الأزواج أهمية الانسجام الفكري، ودوره الكبير في المساعدة على جعل الحبّ أقوى. ليس المطلوب طبعاً تقصّد إجراء المحادثات الدسمة والتي تتطلّب مجهوداً كبيراً. على العكس، يمكن أن يأخذ المنحى الفكري شكل اللعب معاً ألعاباً مشتركة، أو مشاهدة فيلم سينمائي ذات قضيّة مثيرة للجدل. الأهم هو جعل الوقت الذي يجمعكما يثمر ثماراً جيّدة وجديدة بعيدة عن رتابة كلّ يوم.
روحانيّاً
بينما قد يفهم من "الروحانية" الناحية الدينية فقط، إلّا أنها تعني بشكل أكثر شموليّة مشاركة المعتقدات والأفكار العميقة مع الشريك. لكلّ منّا أفكاره وتوصيفه للكون والوجود والقيم الانسانية التي قد تتماهى مع تلك التي تنادي بها الديانات على اختلافاتها في خطوطها العريضة، بغض النظر عن التفاصيل والعقائد.
من الجميل أن يتبادل الطرفان التساؤلات حول مسار الحياة والموت والمخاوف التي تتأرجح بينهما.
هل من السهل بناء علاقة حميمة مع الشريك ؟
عقبات كثيرة تقف في وجه بناء علاقة حميمة صحيّة بين شريكين، ولعلّ أهمّها :
-
التواصل
ما لم يكن بين الطرفين مكان للتواصل حول المشاعر والحاجات الخاصة بكليهما، لن يتمكّنا من الالتقاء على الحب ولا حتّى على الحميمية الجسديّة.
-
النزاعات
الغضب والشعور بالأذى والاستياء وانعدام الثقة أو عدم التقدير كلّها مشاعر سلبية تصعّب عملية إنشاء علاقة حميمة. وبالتالي، ترخي بظلالها على مشاعر الحب وتضعفها.
-
مصاعب الحياة
تواجه العديد من الثنائيات اليوم مشاكل اقتصادية تشكّل ضغطاً مستمرّاً على علاقاتها. ناهيك عن تراكم الصعوبات المهنية أو تلك المرتبطة بالمعيشة وتأمين أفضل حياة للأطفال. هذا ويولي المتزوجون كل الاهتمام لهذه المشاكل الحياتية ويهملون أنّ الانشغال عن التواصل مع الشريك قد يؤدي إلى تاثير سلبي على العلاقة الحميمة.
-
العنف والإساءة الشخصية
عندما يستخدم أحد الطرفين العنف أو القوة بشكل غير لائق على حساب الطرف الآخر، يختلّ التوازن بينهما. ويصبح من الصعب إيجاد ملتقى يجمع بين طرف قوي وآخر مستضعف. الاساءة والعنف يدمّران الثقة وهما دليل على أنّ العلاقة غير صحّيّة بتاتاً.
كيف نجعل من العلاقة الحميمة قوية ؟
- إذا كان احد الطرفين متعبًا جدًا من ممارسة الجنس أو حتى التحدث ، مجرّدالاعتماد على تبادل الأحضان يفي بالغرض.
- التخطيط للذهاب في رحلة إلى مكان لم يزره أحد الشريكين. فمن الممتع تجربة أشياء جديدة لأول مرة.
- وضع الأجهزة الإلكترونية جانباً ، حتى لو كانت أثناء تناول وجبة أو أثناء مشاهدة فيلم أو عرض. في الواقع ، يجب الحرص على أن يقوم كلا الطرفين بالتحدث عن يومه للآخر، كنوع من الإشراك في تفاصيل الحياة .
- عند الحديث عن الاستماع إلى الشريك، يبدو أنّ الخطوة الأولى هي جعل الشخص نفسه متاحًا عاطفياً الشريك. أحياناً، يعاني البعض من عدم القدرة على تنفيذ ذلك فيما الشريك يتحدث إليهم. في هذه الحالة، على الفرد أن يشرح بهدوء السبب ثم يخصص وقتًا في المستقبل للاستماع إلى ما سيقولونه.
- مشاركة مقالات أو منشورات من على مواقع التواصل الاجتماعي للحصول على شيء ممتع وجديد للحديث عنه. يساعد هذا أيضًا في البناء على الحميمية الفكرية ، ويمكن أن يمنح الطرفين استراحة ذهنية تشتد الحاجة إليها إذا كان لديهما أطفال.
هل يستمرّ الحب بدون العلاقة الحميمة ؟
جواباً على سؤال هل العلاقة الحميمة تقوي الحب،تكاد الحميمية تكون العمود الفقري للعلاقات العاطفية الصحّيّة أكانت زواجاً أم علاقة حبّ. فهي تساعد الطرفين على معرفة أهمية أحدهما للآخر بشكل حسّي.
وعلى الرغم من جميع العقد والمشاكل النفسية والعوائق الاجتماعية، الجميع يسعى أن يشعر بأنه محبوب ومقبول من قبل شريك حياته. وهكذا تفعل العلاقة الحميمة بأوجهها المختلفة ولاسيّما منها الجسدية والعاطفية، فهي تضع جانباً كل الفروقات لكي تجمع طرفيها تحت إطار الحب والعاطفة الصادقة.
إقرئي أيضاً:
لتقديم فلوس افكار هدايا فلوس بدون إحراج