هل بعد فراق الحبيب يمكن الرجوع
الكلام عن أن الافتراق عن الحبيب أمر عادي ويمرّ مرور الكرام قد ينطبق على علاقة دامت شهراً أو شهرين على الأكثر. لكن ما بالك حين يتخطّى الوقت هذه المدّة القصيرة و تكون هذه العلاقة مصيرية وفريدة من نوعها؟ هل بعد فراق الحبيب يمكن الرجوع؟ وهل الرجوع سيعيد الأمور إلى ما كانت عليه قبل الانفصال؟
هل بعد فراق الحبيب يمكن الرجوع
ابحثي عن سبب الانفصال الاساسي
قبل المضي قدماً بالتفكير هل بعد فراق الحبيب يمكن الرجوع, ينبغي أن تفهمي النقطة الفاصلة التي أدّت بكما إلى ما أنتما عليه الآن. هل انتفى السبب وتمّ حل المشكلات؟ إذا كان الجواب لا, فعليك أن تبحثي عن طريقة أخرى لحلّها لأنّ نظرتك السابقة إلى الحلول لم تكن صائبة ولم تؤدِّ إلى إنقاذ العلاقة.
سواء كان السبب يتعلّق بك أو به, بفترة انتقالية في حياتكما المهنيّة أو عدم تقديرأحدكما لأهمّية العلاقة, أو انعدام الجهوزية للدخول في علاقة جدّية ...
بغض النظر عن الأسباب, خذي ما تسنّى لك من الوقت لتقييم الوضع من بعيد, من المكان الذي تبدو فيه الأمور أشمل. عندها, تملكين القدرة على تحديد موقفك مما يحصل, ما إذا كان سبب الانفصال جدّيّاً وحسّاساً أم عرضيّاً ويستحقّ المحاولة مرّة أخرى.
حاولي أن تتخذي قرارك بناء على العقلانية وبعيداً عن المشاعر المعرّضة غالباً للتقلّب مع الوقت والظروف والمزاج. وإلّا فستعودين إلى الدوران في حلقة مفرغة من المشاكل التي لم يوجد لها باب إلى الحل . وبالتالي, ستنجرفين إلى الفشل مجدّداً.
ابحثي عن الغاية من الرجوع
قد لا يتّفق الحبيبان دوماً على التوقّعات الجديدة من إعطاء فرصة جديدة للعلاقة. إحرصي أن تكون نظرتكما متوافقة إلى الأهداف والتطلّعات التي تنشدانها في المستقبل. لا تسمحي لنفسك بالعودة إليه لمجرّد الشعور بالوحدة والحاجة لأحدهم - أيٍّ كان – لملء فراغ معيّن. أو مثلاً لخوفك من خسارة فرصة جديدة في التعرّف على شخص بميزاته.
أحياناً, عندما تمرّين بفترة الفراق, تعيشين مرحلة الحنين إلى جانب مثالي من العلاقة, على الرغم من عدم وجوده فعليّاً. فالمرء يميل إلى تلميع صورة الماضي كشكل من أشكال الشوق وتعويض غياب الحبيب.
لا تتوقعي المثالية بعد الرجوع
لا شكّ في أن الانسان قادر أن يتغيّر أو يحسّن ذاته, وذلك طبعاً إذا ثابر واجتهد وأراد ذلك بالفعل. لكنّ يجب أن تدركي أنك وحبيبك لستما كاملين وأنّ مجرّد تجديد العلاقة لن يجعلها مثالية وخالية من الشوائب والمشاكل.
على المتابعة والعمل على إنجاح ما بينكما أن يحصلا على نحو متواصل يومي وإلّا فلن تدوم المصالحة طويلاً.
وفي حال أردت الرجوع إليه, كوني متهيّئة لنوع جديد من الصراحة والشفافية التي لن تسمح لك بالتغاضي عمّا كنت تغضّين الطرف عنه في المرّات السابقة, بدلاً من الالتفاف حول المشاكل وجعلها تتراكم.
فاضلي بين الاوقات الجميلة والأخرى التعيسة
بالمقارنة بينهما, إذا استطعت أن تجزمي أن اللحظات السعيدة فاقت الحزن والمشاكل أثناء العلاقة, فمن المهم أن تفكّري بأهميّة أن تضعي جانباً ما أحزنك لصالح ما هو طاغٍ من الاهتمام والحبّ والتعاطف.
فأنت لا يسعك معاقبته على أخطائه السابقة والعكس صحيح. ولا داعي للاحتفاظ بالضغائن لاستعمالها كحجة للتجريح بالآخر عند أي فرصة في المستقبل , إن كان الهدف فتح صفحة جديدة.
مثلاً, عوضاً عن تذكّر صوركما الجميلة في أحدى العطلات دون غيرها, ربّما يفيدك إعادة النظر بالمواقف والاحاديث المهمّة التي آلت إلى مشكلات جذرية بينكما.
أخلقي لنفسك مجتمعاً بعيداً عنه
هذا الامر سيخلق نوعاً من التوازن الذي تحتاجينه في حياتك. حافظي على صداقاتك وأنشطتك المعتادة. كما لا ضرر من البحث عن دائرة جديدة من الناس لتحيط بك, لربّما بنتيجة ذلك, تكتشفين أنّ البعد هو القرار الصائب أو تتأكّدين أنّ الرجوع لا مفرّ منه.
لا تجعلي من الحبيب السابق الملجأ الوحيد, بل اسعي أن تكوني مستقلّة في خياراتك. فالحياة لا تقف عند شخص واحد حتماً والتجربة خير دليل.
يقول مدرّبو الحياة اليوم أنّ وظيفة الحبيب لا تكمن في أن يكمّلك, أو في أن يوفّر لك السعادة التي هي من مسؤولياتك الشخصية تجاه نفسك. فأنت بحد ذاتك امرأة غير ناقصة وكيان مستقلّ قادر على الشعور بالسعادة والفرح والاكتفاء دون التعلّق ب"خشبة" قد لا تكون خشبة الخلاص بالنسبة إليك.
عندما تتعلّمين كيف تتحكّمين بعواطفك وتتحمّلين مسؤولية إعادة تنظيم حياتك, عندها فقط, تستطيعين أن تعرفي هل بعد الفراق يمكن الرجوع. وإن أقدمت على الرجوع, فسترين بأمّ العين الطريقة التي تنمو فيها علاقتك على نحو صحّي.
إقرئي أيضاً: