هل ينسى الرجل امرأة أحبها ولم يتزوجها
محتويات
يقال أن الرجل حين يحبّ فعلاً , يحبّ من أعماق قلبه ويستسلم لهذا الحبّ استسلاماً تامّاً. ويقال أيضاً أنه يذوق اللوعة إذا ما استحال عليه أن يكون مع حبيبته مدى العمر. فهل يعقل أن تبقى هذه الغصّة عالقة معه حتّى لو تعرّف على سواها وتزوّج وأنجب الأطفال ؟ هل ينسى الرجل امرأة أحبها ولم يتزوجها ؟
هل ينسى الرجل امرأة أحبها ولم يتزوجها ؟
مهما مرّ من الوقت على انتهاء علاقة حبّ كانت آيلة إلى الزواج أو مندرجة في إطار جدّي إلى حدّ ما, يبقى صعباً على الرجل النسيان, أو على الأقل تظلّ هذه المرأة مدار بحثه في النساء الأخريات اللواتي يلتقيهنّ. أي أنه يماثلهنّ بها , سواء بشكلها أم كلامها أم طريقة تصرّفها وما إلى هنالك. وذلك للأسباب التالية :
عندما ينتهي الحب مكرهاً
حين يضطرّ الرجل إلى الافتراق عن حبيبته بسبب ظروف, أيّاً كانت أمادّية أم إجتماعية, ودون رغبة منه, فمتى يكون الرجل غير قادر على الزواج, تبقى الحرقة في قلبه ويسأل نفسه من حين إلى أخرى : "لربّما كان ينبغي أن أحاول أكثر" , "ما كان يجب أن أستسلم بسهولة" ... كلّها فيها من الندم والغصة التي ترافق الانفصال.
الحبّ الضائع يمثّل عمر الشباب
يذكّره الحب الذي انتهى دون زواج بسنّ الشباب المفعم بالحياة والأمل والعفويّة . ولربّما يعزّز لديه شيئاً من الكبرياء والقوّة من جهة , والبراءة من جهّة أخرى. قد يكون هذا الحبّ غير المكتمل هو الأول له ويحمل معه العديد من الاختبارات "الأولى" كأول قبلة , أوّل مبادرة نحو الجنس الآخر, أوّل مرّة يتخلّى فيها عن "الأنا" ويفكّر بالأمور على المدى الطويل بصيغة الجمع, بحيث يضع آراء وأحلام ومشاعر هذه المرأة في الدرجة الأولى.
الحبّ يغيّر
لا ينسى الرجل حبّاً طبع مراحل من ماضيه حيث تكوّنت شخصيّته لتصبح ما هي عليه الآن, و نضجت أفكاره وآراؤه حول الحياة والمرأة والمشاعر وكيفية التعامل معها, وتعلّم كيف يواجه مخاوفه ويتحدّى ذاته والآخرين في سبيل أن يكون برفقة حبيبته. في حال كان هذا الحبّ موجعاً , يكون التأثير أكثر وقعاً من الوضع الطبيعي.
الحبّ الحقيقي قد لا يتكرّر
من الطبيعي أن تسأل المرأة هل ينسى الرجل امرأة أحبها ولم يتزوجها, لأنّه إذا سمّى علاقته السابقة حبّاً - ونادراً ما يعترف بذلك – فهو إذاً كان متعلّق جدّاً بها ويعتقد أنّها فرصة ضائعة قد لا تتكرّر معه. فيحتفظ بها كتذكار جميل وفريد وحصري.
من وجهة النظر السيكولوجية
يميل دماغ الانسان, وبخاصة الرجل موضوع حديثنا, إلى تخزين ذكريات الحبّ الحقيقي عن طريق إطلاق هورمونات الأندورفين و الدوبامين والسيروتونين . يتعلّم الدماغ الرغبة في إفرازها حين يريد استعادة نفس الشعور بالسعادة والحب. يحصل هذا بالأكثر في سنّ المراهقة حيث يكافئ الدماغ نفسه أوتوماتيكيّاً عبر التجارب الممتعة والمكثّفة كالاعجاب والوقوع في الحبّ. فكما يدمن الفرد على مادّة مخدّرة أو على لعب الميسر, يصبح البحث عن اعادة اختبار الشعور ذاته بالحبّ الذي جلب له السعادة والنشوة كالادمان.
كثيرًا ما يكون للحبّ الذي لم ينتهِ بالزواج تداعيات على العلاقات التي تليه. فهو بشكل أو بآخر يحدّد مسار الأمور, في ما يسمّى نموذج سلوكي للعلاقات المستقبلية. إذ يسعى الرجل إلى معرفة ما أعجبه أو أسعده في هذه المرّة حتّى يجده. أو يقوم بردّ فعل معاكس تماماً : إذا كان حبّ حياته جارحاً وموجعاً , يرمي خلفه كلّ ما أوجعه ويحفظ عقله ما جعله يشعر بالسوء, فيتجنّبه كتصرّف استباقي لمنع ذاته من اختبار المشاعر المؤذية عينها.
نصائح لطيّ الصفحة
يشير المعالجون النفسيون ومدرّبو الحياة إلى أهمّية أن يرسم الرجل نهاية محدّدة لحبّه القديم . فهذه الحدود – إن وجدت - تجعل من الصعب عليه تجاوزها والعودة إلى الوراء . ثمة عدّة طرق تساعد الرجل على النسيان, بما في ذلك:
- كتابة رسالة وداع إلى الحبيبة – دون إرسالها إليها - للتعبير لمرّة واحدة وأخيرة عن كافة المشاعر المتراكمة والرغبة في تخطّي الماضي والانطلاق نحو المستقبل. والأهم من كل ذلك, حرق الرسالة أمام عينيه حتّى يستطيع أن يمحو الذكريات القديمة ويستبدلها ذكرى صُوَريّة جديدة. يجب أيضاً التخلّص من كلّ الأغراض المتعلّقة بالحبيبة السابقة وعدم ترك أي أثر من المحتمل أن يذكّره بها.
- عدم محاولة إعادة التواصل معها لأي سبب كان. فالقاعدة الأولى للنسيان خاصة في الفترة الأولى هي الانقطاع عن الحديث والكلام واللقاء. ذلك لأنّ التواصل يمكن أن يعيد إحياء الماضي ويشتّت انتباهه عن الحاضر وما آل إليه بسبب هذه العلاقة, ويعيد إطلاق الهورمونات التي جعلته يشعر بالسعادة حينها.
- تدريب الذات على فكرة أنّ الماضي قد انتهى والحاضر هو سيّد الموقف والمستقبل هو الهدف. تقدير الوقت الحاضر وما يحمله من فرص جديدة يساعد على البقاء قويّاً عاطفيّاً ونفسيّاً وجسديّاً.
إقرئي أيضاً: