الجانب المظلم والمزيّف للسوشال ميديا يمنع النساء من تقبّل أنفسهن ومظهرهن

الجانب المظلم والمزيّف للسوشال ميديا يمنع النساء من تقبّل أنفسهن ومظهرهن

محتويات

باتت منصات السوشال ميديا تُحاوطنا من كل الجهات، وتحوّلت إلى عناصر أساسية من يوميات الجميع وبخاصة النساء.

إذاً أهلاً بكِ في عالم وسائل التواصل الاجتماعي "المثالي"، حيث النساء فيه مثاليات وكاملات ومن خارج هذا الكوكب أحياناً. ومما لا شك فيه أنّ أغلبية صاحبات الحسابات يقمن بمشاركة وتصوير ما يُردن فقط إظهاره من خلال صفحاتهن المليئة بالتعليقات والإعجابات. وهذا التريند ينعكس بطبيعة الحال على الطريقة التي تريد فيها النساء إظهار أنفسهن وملامحن وحياتهن على منصات السوشال ميديا.

 

من هنا، سنُسلّط الضوء اليوم على الجانب المُظلم لمنصات التواصل الإجتماعي وتأثيراتها على مدى تقبل النساء لأنفسهن وملامحهن. فتستحق هذه المسألة التوقف عندها لإعادة النظر بكيفية تلقينا كمتابعات للمحتوى المنشور على هذه المنصات، وكيف نريد إظهار أنفسنا.

 

النساء الأكثر تأثراً بالسوشال ميديا

  • كشفت الدراسات في علم النفس أن الفئة الأكثر تأثرًا بما يعرض على مواقع التوصل الاجتماعي هم من النساء. ففي حال شاهدن إحدى الشخصيات تقوم باستخدام منتج أو ترتاد مكان معين أو تتبع أسلوب ونظام حياة معين يتفاعلن مع ما شاهدن من خلال الشراء أو الذهاب لذات الأماكن وتصويرها ونشرها للآخرين لتحقيق حالة إشباع نفسي والشعور بالرضا.
  • وقد أثبتت الدراسات أن هوية من نقارن أنفسنا بهم، تلعب دوراً رئيسياً في مسألة مدى رضانا عن ملامحنا من عدمه. فيميل الأشخاص إلى المقارنة بين مظهرهم ومظهر الأشخاص الآخرين في الصور المنشورة على المنصات الرقمية مثل انستقرام. وهم يرون أنفسهم في أغلب الأحيان أسوأ مظهراً من أقرانهم.
  • وباعتبار أنّ مستخدمات هذه المنصات لا يعرفن تلك المؤثرات مثلاً جيداً، فمن الطبيعي أن تتصوري أنّ ما ترينه من صور يُعبر بالفعل عن حقيقتهن وحياتهن. وهذا طبيعي لأنكِ تفتقرين إلى المعلومات الكافية لتكوين صورةً شاملةً عنهن.
  • والجدير بالذكر أنه عند نشر النساء لصورهن، تمر هذه الفئة بمشاعر متقلبة بشكل هائل. فيبدأ الأمر بإحساس بالقلق حيال ردود الفعل على صورهن، قبل تلقي تطميناتٍ من الآخرين بأن مظهرهن على ما يرام.

 

علاقة مواقع التواصل الاجتماعي بعدم رضانا عن ملامحنا

ماذا أظهر العلم والدراسات في هذه المسألة؟

 

- تؤدي مطالعة صور النساء الشهيرات إلى جعل السيدات يشعرن بأنهن غير راضياتٍ عن قوامهن.

- من الأمور الإيجابية التي أظهرتها الدراسات. أنّ مطالعة العبارات التي تنطوي على تشجيعٍ للنفس على مواقع التواصل الاجتماعي تؤدي إلى أن يشعر الناس برضا أكبر عن أنفسهم.

- في دراسة نُشرت عام 2020، شعرت المشاركات في إحدى التجارب بعدم الرضا عن مظهرهن بعدما نشرن "سيلفي" على الإنترنت، حتى وإن كان قد سُمِحَ لهن باستخدام برامج متخصصة لتحريرها وتشذيب ملامحها.

- كما أظهر بحث نُشِرَ عام 2017، أنّ قضاء المرء وقتاً طويلاً لالتقاط صوره الذاتية على أفضل وجهٍ ممكن، ربما يُمثل مؤشراً على أنه يكافح لكي يشعر بالرضا عن تكوينه الجسماني.

تساهم منصات التواصل الاجتماعي وبخاصة فئة المؤثرين، في إظهار وتعزيز فكرة الكمال على مختلف الأصعدة، مثل الحصول على جسم مثالي ووظيفة مثالية وأولاد- مثاليين... وهذا العالم الافتراضي يجعل المُستخدم يقتنع بأنّ هذه المثالية هي الحالة الطبيعية التي يجب امتلاكها أو أن يعيشها. لذلك سيُصاب المستخدم بخيبة أملٍ عندما يرى هذه الهوّة الكبيرة بين ما يرى على هذه المنصات والواقع الحقيقي الذي يعيشه وإمكاناته. وهو ما يؤدي إلى شعوره بالإحباط وعدم تقبل ذاته أو جسمه أو حياته.

- تشجع وسائل التواصل الاجتماعي ضرورة عرض كل صورة شخصية وعرض نجاحات الأفراد وبالتالي يصل المستخدمون إلى اليأس من خلال زيادة رغبتهم في الوصول للكمال.

 

من المهم أن نُسيطر دائماً على ما نتابعه ونتلقاه من محتوى. كي لا تُصبح وسائل التواصل الاجتماعي عبئاً يدخلنا إلى عالم "مُزيّف" نخسر فيه رضانا عن أجسامنا وملامحنا وذواتنا وحياتنا. فيبقى ما يُحدد تأثير السوشال ميديا علينا، هو طريقة استخدامنا لها.

 

لذا إنطلاقاً مما سبق نستنتج أنّ طبيعة المحتوى المُقدم هو الذي يؤثر على تلك النساء بهذه الطريقة السلبية إن صح التعبير. فماذا لو كان المحتوى عكس المُنتشر حالياً؟ يستحق هذا السؤال التعمق فيه والتوقف عنده. 

 

إقرئي أيضاً:

فقدان الوعي ووفاة.. إحمي طفلك من تحدي "Blackout Challenge" على تيك توك

scroll load icon