كيف أقوي شخصيتي ولا أبكي
يبدأ بناء شخصية الإنسان منذ الصغر من خلال تربية وتعامل الأهل مع الطفل. ومع مرور السنين تتوضح شخصيته فإما يتمتع بشخصية قوية وإما لا. وضعف الشخصية هي من ابرز المشاكل والصفات التي تحد من تطور الذات وتؤثر سلبًا على تكوين صداقات في المجتمع وتقبل آراء وانتقادات الآخرين. وقد يصل الأمر في بعض الأحيان للبكاء إذا شعر الشخص أن أحد جرح مشاعره. لذلك إذا لاحظت وجود هذه المشاكل وتساءلت كيف أقوي شخصيتي ولا أبكي، ما عليك إلا الإستمرار في القراءة للإستفادة من بعض النصائح للمساعدة في تحقيق التغيير وتطوير الذات.
كيف أقوي شخصيتي ولا أبكي؟
هناك عدة طرق تستطيعين اعتمادها لكي تصبح شخصيتك أقوى لمواجهة تحديات الحياة المختلفة والنجاح بإختباراتها لتحقيق الأهداف التي لطالما أردت الوصول إليها. أمّا بالنسبة للبكاء فذلك لا يدل بالضرورة على ضعف الشخصية إنما له دلالة أيضًا على كونك مرهفة الأحاسيس. ولإجابتك عن سؤال كيف أقوي شخصيتي ولا أبكي، بإمكانك إعتماد الخطوات التالية إن أردت البدء بالتغيير:
ابدئي بخطوات صغيرة
لا تحاولي تغيير كل شيء دفعة واحدة. بدلاً من إجراء تغييرات جذرية في حياتك، ركزي على امور صغيرة وبسيطة قد تساعدك على خلق تغييرات أكبر لاحقًا. على سبيل المثال: إذا كنت ترغبين في تحسين مهاراتك الاجتماعية ولكنك تواجهين صعوبة في التحدث مع الغرباء في الحفلات أو المناسبات ، إبدئي بتجربة شيء جديد كل مرة تكونين موجودة بين مجموعة من الناس، كإلقاء التحية على الموجودين أو تقديم اطراء لهم لفتح باب الحديث. فالإختباء دائمًا خلف الهاتف لتجنب الدخول في أحاديث لن يساعدك على تقوية شخصيتك.
تحسين المهارات الاجتماعية
التواصل مع الآخرين من أهم وسائل علاج الشخصية الضعيفة. مثلاً يمكنك التصرف كشخص اجتماعي والمبادرة بالتحدث الى الناس اولاً، عند سؤالهم عن رأيهم في موضوع معين. وإذا لم يكن هناك مواضيع تتكلمين عنها مع الآخرين، فننصحك بالاطلاع على الأحداث الحالية وأخبار مفيدة ومسلية حيث تكون وسيلة للبدء بالأحاديث. وعند التكلم مع الآخرين عليك الإنصات جيدًا لهم للإستمرار معهم بالحديث والتفاعل بطريقة ايجابية. ولا تصبّي كامل تركيزك في الكلام الذي تنوين قوله عوضًا عن الإستماع الى حديث الآخر. بمقدورك أيضًا تطوير مهاراتك الإجتماعية عن طريق الخروج من البيت أكثر للتسوق او تناول الطعام في الخارج. كما يجب الانتباه الى لغة الجسد فالتواصل البصري من أهم دلالات الثقة بالنفس الى جانب طريقة الوقوف والجلوس.
تعزيز الثقة بالنفس
أولاً يجب عليك التوقف عن مقارنة نفسك بالآخرين والإيمان بقدراتك أكثر، وإسعي لتحقيق غاياتك والتعلم من أخطائك. ابتعدي عن التفكير السلبي، فبدلاً من أن تصفي نفسك بالضعيفة الشخصية وغير القادرة على التطور، باشري بالتحدث مع نفسك بطريقة إيجابية أكثر، حيث أثبت تأثر الدماغ بذلك وميله إلى تحقيق كل ما هو إيجابي. وبالطبع قد يساعدك ايضًا أن تحيطي نفسك بالأشخاص الداعمين والإبتعاد عن السلبيين منهم والذين يحطمون من معنوياتك.
تقدير الإيجابيات الموجودة في الشخصية
كل إنسان لديه العديد من الإيجابيات التي عليه تقديرها. هناك أوقات لا تستطيعين فيها ملاحظة تلك الإيجابيات بسهولة، فما عليك إلا الإستمرار بالبحث عنها. وتذكري أهم الإنجازات التي قمت بها ونقاط القوة والضعف والعمل على تنميتها وتقويتها. فلا تنسي أن تنظري الى نفسك دومًا بنظرة تفاؤلية.
المشاركة في اعمال تطوعية
المشاركة في الأعمال التطوعية من أجل مساعدة الناس ماديًّا أو معنويًّا، تؤدي الى تعرفك على ناس كثر والاحتكاك بهم، بالإضافة الى اكتساب خبرات تزيد من ثقتك بنفسك.
المشاركة في نشاطات جماعية
هناك العديد من النشاطات الجماعية التي يمكنك المشاركة بها للتفاعل مع عدد اكبر من الناس مثلاً المشاركة في ورش عمل والإنضمام الى صفوف تعليمية كالتمثيل والرياضة الجماعية بالإضافة الى ندوات تثقيفية وأنشطة تقوم بها منطقتك كلقاءات أو حتى حملات التنظيف.
التمرين بإستمرار
احرصي على تكرار محاولة التواصل مع الآخرين حتى لو تعرضت لمواقف محرجة. فتذكري دائمًا أن الجميع دون استثناء،حتى الأكثر قوّة شخصية، قد تعرض لمواقف محرجة عديدة. تعوّدي شيئًا فشيئًا على تقبل وتجاوز أي احراج واعتباره خطوة تقدمتي بها نحو الأمام لتكوين شخصية اكثر قوة وانفتاحًا.
اللجوء الى علاج نفسي
يعزز تحدثك مع المعالج النفسي ثقتك بفسك بشكل أكبر، حيث يستطيع تحليل شخصيتك والتجارب التي مررت بها. بالإضافة الى مساعدتك في إيجاد الحلول للتحكم بالمشاعر والسيطرة على بكائك في بعض المواقف ويكون ذلك مثلاً من خلال الإستماع الى اغنية فرحة أو ممارسة الرياضة.
في النهاية، نؤكد على أن بإستطاعتك النجاح بتكوين شخصية قوية واثقة بنفسها تعرف ماذا تريد وتسعى لتحقيقه. وذلك يبدأ بخطوة صغيرة وتغيير طريقة تفكيرك لتصبح ايجابية وحث نفسك على التواصل اكثر مع الآخرين. وعندما تزيد ثقتك، ستبدين أكثر ارتياحًا مع نفسك ويزداد تقبلك للآخر وآرائه وتقلّ حساسيتك واحتمال بكاؤك لدى الوقوع في مواقف محرجة. اعتمدي هذه الخطوات وتأكدي أنك على مسافة قريبة من تكوين شخصيتك الجديدة، الشخصية القوية.
إقرئي المزيد: