هل ترغبين في الخروج من الروتين وتغيير نمط حياتك؟

محتويات

    غالباً ما تمرّ المرأة بمراحل عديدة ومتفاوتة في حياتها تشعر فيها أنها ضاقت ذرعاً وأنها في دوّامة من التوتر والروتين والفراغ وعدم الرضا عن مسيرة حياتها المهنية، العائلية أو الاجتماعية. فتسعى دوماً إلى ابتكار ما هو جديد من خلال السفر أو البحث عن ما يمكن أن يملأ هذا الشعور من نشاطات مختلفة من أجل المضي قدماً.

     

    بعض النساء يطمحن إلى التغيير والبعض الآخر يستسلمن خوفاً من التغيير.

     

    أياً تكن الظروف الخارجية والحياتية التي قد تحيط بالمرأة، ثمة العديد من الحلول التي يمكن أن تتبعها من أجل أن ينبع هذا ا التغيير من الداخل. فالمرأة تمرّ أيضاً بالكثير من التبدّلات الهرمونية التي تلعب دوراً هاماً في التأثير على مشاعرها وعلى أفكارها. من هنا، تأتي أهمية العودة إلى الذات وإلى الداخل من أجل أن تفهم نفسها أكثر وأن تبدأ بحب ذاتها أكثر وتخصيص المزيد من الوقت للاهتمام براحتها الجسدية والنفسية.

     

    هناك العديد من الأمور والحلول السهلة والعملية وغير المكلفة التي يمكن للمرأة أن تبدأ باعتمادها من أجل إضفاء المزيد من الطاقة والحب إلى حياتها اليومية. على سبيل المثال:

     

    -      التأمّل: بمجرّد الجلوس لحوالى عشر دقائق صباحاً ومساءً للتأمل يمكن أن يغيّر الكثير في حياة المرأة. فالمواظبة على ذلك يومياً سيساعد حتماً في تهدئة الأعصاب والولوج أكثر إلى الداخل بعيداً عن كافة الضغوطات والأفكار والهواجس. يمكن للمراة أن تنضم إلى مجموعة نساء أو صديقات لممارسة التأمل، كما ويمكن أن تقوم بذلك بشكل فردي في المكان الذي تختاره بعيداً طبعاً عن الأماكن التي تعمل بها وعن كافة الوسائل الإلكترونية.

    من شأن تمارين التنفّس الصحيحة بشكل يومي حتى في أماكن العمل، وفي زحمة السير وخلال العمل في المطبخ، أن يسمح للمرأة بالتوقف لبرهة والتنبّه لكمية التوتر أو الغضب الذي تشعر به.

     

    -      التنفّس: إن الانجرار وراء متطلّبات الحياة اليومية وما ينتج عنها من مخلّفات الحياة العصرية والسريعة قد أفقد الكثير منا القدرة على التنفّس بشكل صحيح. من شأن تمارين التنفّس الصحيحة بشكل يومي حتى في أماكن العمل، وفي زحمة السير وخلال العمل في المطبخ، أن يسمح للمرأة بالتوقف لبرهة والتنبّه لكمية التوتر أو الغضب الذي تشعر به. فالتنفّس سيسمح بإخراج الغضب وتليين كافة عضلات الجسم المشدودة وبالتالي السماح للدماغ باستيعاب ما يحصل من أجل عدم التسرّع بردّات الفعل العنيفة.

     

    -      المشي: إن الخروج للمشي يومياً لمدة 30 دقيقة كفيل أن يمنح المرأة الطاقة من أجل استرداد ما فقدته طوال النهار. عندما يكون الطقس جميلاً ومناسباً، يمكن للمشي في الخارج بمحاذاة البحر أو في بعض المنتزهات أن يمنح المرأة شعوراً عارماً بالنشاط. فإلى جانب إخراج الطاقة السلبية المتراكمة، سيسمح لها المشي في الطبيعة أن تستمد الطاقة الإيجابية بعيداً عن كل ما يشغل بالها من هموم ومتاعب.

     

    بخلاف ما يتم الترويج له بأن اليوغا تحتاج لعمر معيّن وجسم مرن، فإن تمارين اليوغا متوفرة لكافة الأعمار وكافة الأجسام وكافة الحالات الجسدية والشروط الصحية.

     

    -      اليوغا: مما لا شك فيه أن اليوغا من أهم وأجمل التمارين التي تسمح للمرأة بالدخول إلى أعماقها واكتساب مهارة العيش في اللحظة الآنية. بخلاف ما يتم الترويج له بأن اليوغا تحتاج لعمر معيّن وجسم مرن، فإن تمارين اليوغا متوفرة لكافة الأعمار وكافة الأجسام وكافة الحالات الجسدية والشروط الصحية. فاليوغا فضلاً عن أنها تعزز التنفّس بالشكل الصحيح، فهي تسمح لكل امرأة أياً كان عمرها أن تختبر شعور الخروج من الأحكام المسبقة والحاجة إلى التحكّم بكل ما يجري في حياتها. وهذا ما هي بأمسّ الحاجة إليه من أجل الابتعاد عن ضوضاء الحياة وعن التوتر اليومي. بإمكان المرأة اليوم أن تنضم إلى مجموعة في نادي خاص لممارسة اليوغا، كما بإمكانها القيام بذلك في المنزل أو في الطبيعة، فقد أصبح هناك العديد من الفيديوهات المتوفرة التي تساعد على تعلّم اليوغا وامتهانها.

     

    تتحدث الكاتبة لويز هاي في العديد من مؤلفاتها وفي الفيديوهات الخاصة بها عن معجزة الوقوف أمام المرآة والنظر بعمق في العينين والقول: " أحبكِ " مع ذكر الاسم ثلاث مرّات. من  شأن هذا التمرين اليومي أن يُكسِب المرأة الكثير من الحب المجاني الذي هي بحاجة عميقة له.

     

    -      تمارين المرآة: قد يبدو ذلك غريباً بعض الشيء للكثير من السيدات. ولكن الوقوف أمام المرآة والنظر إلى الذات، سيسمح للمرأة بمواجهة نفسها وبمواجهة مخاوفها وهواجسها. تتحدث الكاتبة لويز هاي في العديد من مؤلفاتها وفي الفيديوهات الخاصة بها عن معجزة الوقوف أمام المرآة والنظر بعمق في العينين والقول: " أحبكِ " مع ذكر الاسم ثلاث مرّات. من  شأن هذا التمرين اليومي أن يُكسِب المرأة الكثير من الحب المجاني الذي هي بحاجة عميقة له. إلى جانب هذه التقنية، يمكن للمرأة أن تتبع تقنية وضع يديّها على قلبها وعلى رأسها مع ترداد الكثير من التأكيدات: " أنا بخير"، " أنا بأمان"، " أنا بحالة جيدة." سيساعدها ذلك على إبعاد كافة الأفكار السوداء التي تسيطر على حياتها نتيجة الظروف العديدة التي تواجهها.

     

     

    -      الكتابة: إن الكتابة من أكثر التمارين التي تساعد المرأة على التعبير عن كل ما يجول في خاطرها وما تمرّ به من أمور سلبيةً كانت أم إيجابية. فاعتماد الكتابة بشكل يومي في الصباح أو في المساء قبل الخلود إلى النوم، سيسمح لها بالتعبير بإسهاب وبإخراج كافة المشاعر بدل من إبقائها في الداخل وتحويلها إلى أمراض وعوارض هي بغنى عنها.

    المرأة اليوم بحاجة إلى إخراج الطفلة المحبوسة في داخلها وإلى منحها حرية الابتكار والإبداع.

     

    -      الرسم والتلوين: من أجمل النشاطات الشائعة اليوم هي رسومات التلوين الخاصة بالراشدين. فمن قال إن التلوين حكر على الأطفال. المرأة اليوم بحاجة إلى إخراج الطفلة المحبوسة في داخلها وإلى منحها حرية الابتكار والإبداع. فجلسات التلوين الجماعية أو بشكل فردي لمدة ساعات هي بمثابة نوع من التأمل المريح للجسم والدماغ والروح. إلى جانب الهدوء الذي ستكتسبه المرأة من هذا النشاط، فإن القدرة على الإبداع في وضع الألوان على الورق سيشعرها بالمتعة والفرح والحب لذاتها.

     

    -      الامتنان: أكثر ما يمكن أن يمنح المرأة القوة والسعادة والهناء، الامتنان لحياتها ولما تملكه من أمور معنوية ومادية. فالامتنان بشكل يومي لكل ما تقوم به، وتحصل عليه وتواجهه في الحياة سيوفّر لها الشعور بالرضا عن أهم التفاصيل في حياتها. فبدل أن تهرع للبحث عن أعظم وأكبر الأمور التي يمكن أن تملأ الفراغ في حياتها، سوف تتعلّم الاستمتاع أولاً بأبسط وأصغر الأمور التي يمكن أن ترسم ابتسامة على وجهها وبالتالي ستصبح الأمور الأكبر مكمّلة لسعادتها وليس مجرّد تعويض مادي سرعان ما سيزول مع الوقت.

     

    كثيرة وغنية الحلول التي يمكن لكل امرأة أن تبتكرها وتعتمدها من أجل خلق نمط حياة متوازن وهادئ ومفعم بالحب الذاتي. وهي ليست بحاجة لامتلاك ثروة من أجل إدخال كافة هذه الناشاطات إلى حياتها.

     

    الأهم اليوم بالنسبة إلى كل امرأة هو اتخاذ قرار التغيير والخروج من مناطق الراحة الذاتية  التي اعتادت المكوث فيها خوفاً من الجديد أو المجهول الذي ستواجهه في حال قررت الابتعاد عن قوقعتها.

     

    لكل امرأة أسلوبها وطريقتها في الابتكار، يبقى الأهم وجود الإرادة والمثابرة. لأن التغيير لا يأتي بين ليلةٍ وضحاها وإنما بمجهود يومي مقرون بالإيجابية والتفاؤل والاندفاع.

     

    ميراي حمّال قصير

    معالِجة بالطاقة – مدرّبة على التفكير الإيجابي وحب الذات.

    scroll load icon