ما مدى تأثير نوبات الهلع على الجسم؟
محتويات
يمكن أن يصبح بعض الأشخاص قلقين وعصبيين بدون وجود أي سبب لذلك، ما يؤدي لحدوث نوبات الهلع التي تختلف حدّتها بين شديدة وخفيفة، ويرافقها أعراض كثيرة تؤثّر سلبًا على المدى البعيد. فما تأثير نوبات الهلع على الجسم؟ وما مدى معرفتك بنوبات الهلع؟
ما هي نوبة الهلع؟
تُعرف نوبات الهلع بأنها ظهور مفاجئ لخوف شديد يحفّز بدوره عددًا من الاستجابات الجسدية دون وجود سبب حقيقي لذلك، مما بدوره يخيف الشخص الذي يعاني منها؛ لأنه قد يعتقد أنه مصاب بنوبة قلبية.
سيصاب العديد من الأشخاص بنوبة هلع واحدة أو اثنتين في حياتهم، وعادةً ما تزول المشكلة مع انتهاء الأزمة التي تسببت في حدوثها، ولكن إذا حدثت نوبة هلع بشكل مفاجئ وخشيت من حدوث أخرى لفترة من الزمن، فيسمى بمرض نوبة الهلع.
أسباب نوبات الهلع
قد تلعب هذه العوامل دور في اضطرابات الهلع:
- قد تبدأ اضطرابات الهلع بالظهور من مرحلة الطفولة عند تفكّك الأسرة، الطلاق، أو مرور الشخص بحالة نفسية صعبة كالاغتصاب أو العنف الجسدي أو اللفظي.
- الجينات الوراثية، بحيث يعدّ الأفراد الذين ينتمون لعائلة يعاني بعضها نوبة الهلع أكثر عرضة للإصابة بها.
- النساء أكثر عرضة من الرجال للإصابة بنوبات الهلع.
- الإرهاق والإجهاد الشديد.
- المزاج الأكثر عرضة للمشاعر السلبية، بحيث مريض القلق والاكتئاب يتعرّض لنوبات الهلع بسهولة.
- إدمان الكحول والمخدّرات وبعض الأدوية يزيد من احتمالية الإصابة بنوبات الهلع.
أعراض نوبات الهلع
- الشعور بالخطر بشكل مستمرّ.
- الخوف الدائم من فقدان السيطرة أو الانفعال بطريقة هستيرية أو الوفاة.
- معدّل خفقان القلب سريع دائمًا.
- التعرُّق والحاجة المستمرّة لتغيير الملابس.
- الارتعاش أو الاهتزاز.
- ضيق في التنفس لدرجة عدم القدرة على استنشاق الهواء وضيق في الحلق.
- القشعريرة.
- الشعور بالهبَّات الساخنة.
- الإعياء والغثيان.
- تقلّص في البطن.
- ألم في الصدر.
- آلام الرأس والصداع.
- الدوخة أو الدوار أو الإغماء.
- الإحساس الدائم بالوخز.
- الشعور بالانفصال عن الواقع.
تأثير نوبات الهلع على الجسم
عند التعرض لنوبة الهلع ينتقل الجسم إلى وضع القتال أو الهروب ويبدأ الجهاز العصبي في إفراز ضعفين ونصف أو أكثر من هرمون الأدرينالين، مما يؤدي بدوره إلى زيادة تدفق الدم المحمل بالأكسجين إلى العضلات. وبذلك يشعر الشخص بألم في الصدر، وخدران، وتنميل، وجفاف الفم، ودوخة، والشعور بالضعف، والتشوش وعدم التركيز.
وفي إحدى الدراسات حول تأثير نوبات الهلع على الجسم، أظهر الأشخاص المصابون باضطراب الهلع الذين ارتدوا جهازًا يتتبع نشاط القلب والتعرق والتنفس مستويات منخفضة من ثاني أكسيد الكربون، مما تسبب لهم في الشعور بضيق التنفس قبل حوالي 45 دقيقة من ظهور بقية الأعراض.
وفيما يتعلّق بآثار نوبات الهلع على الدماغ ، لا يزال العلماء قيد الدراسة، لكنهم يعتقدون أن أجزاء من الدماغ مرتبطة بالخوف تتعرّض للمرض. وقد وجدت إحدى الدراسات أن الأشخاص الذين يعانون من اضطراب الهلع ينشطون أجزاء من الدماغ مرتبطة باستجابة القتال أو الطيران.
وخلصت دراسات أخرى إلى احتمال وجود صلة بين اضطراب الهلع وحدوث نوبات الهلع، فالمواد الكيميائية غير المتوازنة في الدماغ مثل السيروتونين، يمكن أن تؤثر سلبًا على الحالة المزاجية.
وقد تبيّن أن القلق والتوتر قد يكون له علاقة في العديد من أمراض الجهاز الهضمي كمتلازمة القولون العصبي، وبالتالي نوبات الهلع تعمل على خفض الناقلات العصبية التي تسمى بهرمون السيروتونين والتي تؤثر على المزاج، ولها دور في إرسال إشارات إلى القناة الهضمية، وبذلك يحدث مشاكل في الهضم نتيجة انخفاض هرمون السيروتونين.
وكذلك الأمر في جهاز المناعة الذي يقوم بحماية الجسم من الأمراض والفايروسات، لكن نوبات الهلع والقلق والتوتر تؤدي لإفراز هرمون الكورتيزول، الذي يعمل على إضعاف الأجسام المضادة كخلايا الدم البيضاء، والخلايا الليمفاوية التائية وبالتالي يقوم بإضعاف جهاز المناعة، وتصبح نسبة التعافي من الأمراض أصعب.
تأثير نوبات الهلع على المدى البعيد
- قد تؤثر كثرة نوبات الهلع والتوتر والقلق على المدى البعيد في مشاكل في الجهاز الهضمي.
- التعرّض لحالات الألم المزمن.
- الأرق أو عدم القدرة على النوم بسلام.
- مشاكل في الذهن وعدم التركيز في الحياة المهنية أو العملية أو الاجتماعية.
- عدم الرغبة في العلاقة الحميمة والعاطفية.
- التفكير في الانتحار.
- الرغبة باستخدام المواد المخدرة.
نصائح للسيطرة على نوبات الهلع
- اغسلي وجهك بالماء.
- اجلسي في مكان هادئ وخافت الإضاءة.
- تنفسي من خلال أنفك لمدة 4 ثوان، والانتظار ثانيتين، ثم أخرجي الزفير من خلال فمك لمدة 6 ثوان.
- استخدمي كرة الإجهاد أو العلكة لتخفيف القلق.
- مارسي تمارين الاسترخاء مثل اليوجا.
- تناولي الأطعمة الغنية بالمغنيسيوم لأنها تريح العضلات.
- شرب المشروبات العشبية مثل شاي البابونج لتهدئة الأعصاب.
كيف يمكن علاج نوبات الهلع؟
يمكن علاج نوبات الهلع من خلال الأساليب التالية:
السماح للمريض العقلي بمعرفة أو اكتشاف الأسباب التي تؤدي لوصوله لنوبات الخوف والهلع وذلك لمعالجة هذه الأسباب ويسمى هذا العلاج بالعلاج السلوكي، ويتم عن طريق السيطرة على نوبات الهلع عندما يتعرّض لها المريض واتباع التمارين الذهنية كضبط النفس أو الاستنشاق بشكل بطيء، والقدرة على التحكم في الزفير، والتمرين العقلي لحبس النفس لبضع ثوان.
والعلاج الدوائي الذي يكون عبارة عن استخدام الأدوية والمضادات الحيوية ومضادات الاكتئاب والأدوية النفسية وغيرها، للسيطرة على نوبات الهلع المتكررة.
اقرئي أيضًا:
ما الفرق بين الورم الدهني والورم السرطاني في الثدي؟