هل التفكير الزائد يسبب الموت ؟
محتويات
هل التفكير الزائد يسبب الموت ؟
نسمع كثيرًا بأن التفكير الزائد عن الجد الطبيعي في أمور الحياة يمكن أن يؤدي إلى الموت، لذا هل هذه الشائعة صحيحة، وهل التفكير الزائد يسبب الموت ؟ سأطرح أنا بعض الأسئلة المثيرة بخصوص هذا الموضوع. هل ما زلتِ تضربين نفسكِ بسبب الخطأ الذي ارتكبتِه الأسبوع الماضي؟ هل ستذهبين باستمرار إلى عرض تقديمي في الأسبوع المقبل في رأسكِ؟ ربما كنتِي تفكرين كثيرا. إن عدم قدرتكِ على الخروج من رأسكِ قد يترككِ في حالة كرب دائم. بالطبع، نميل جميعًا إلى التفكير في الموقف من حين لآخر. ولكن إذا قضيتِ ساعات في القلق بشأن أمور تافهة، فمن المحتمل أنكِ ستكافحين للحفاظ على هدوء ذهنكِ وتركيزه. كما وجدت دراسة أجراها باحثو كلية الطب أن نشاط الدماغ المفرط يمكن أن يؤدي إلى حياة أقصر. باختصار إذا ما زلتِ غير مقتعة بإشكالية، هل التفكير الزائد يسبب الموت ؟ إن التفكير كثيرًا أو صعبًا جدًا قد يتسبب في موتكِ مبكرًا.
تأثير التفكير الزائد على حالتكِ النفسية
إليكِ كيف يمكن أن يؤدي الإفراط في التفكير إلى إلحاق الضرر بكِ:
قد يؤدي إلى مرض عقلي
هل تركزين دائمًا على أخطائكِ الماضية؟ إن التفكير في أخطائكِ ومشاكلكِ وأوجه قصوركِ يزيد من فرص تأثركِ بمشكلات الصحة العقلية. يمكن أن يؤدي الإفراط في التفكير إلى إعدادكِ لحلقة مفرغة يصعب كسرها. إنه يعيث فسادًا في سلامكِ العقلي وعندما تفقدين راحة البال، تميلين إلى الإفراط في التفكير وتشتت الإنتباه، لذا هل يشفى مريض تشتت الانتباه؟
يتداخل مع القدرة على حل المشكلات
إذا كنتِ من الأشخاص الذين يبالغون بالتفكير والمشادات العقلية، وتعقدين ان التفكير الزائد من مهمته معالجة المواقف وحلها، فعليكِ بالتراجع عن هذه الفكرة. إذ أثبتت الدراسات بأن التفكير المفرط قد لا يؤدي إلى إيجاد الحلول المناسبة لمشاكلكِ، إذ يمكن أن يضعكِ ذلك في إطار تخيّل أشياء غير موجودة وإببتعادكِ عن الحل المناسب. حتى اتخاذ خيارات بسيطة، مثل اختيار الزي المناسب لليوم أو اتخاذ قرار بشأن مكان العطلة التالي، قد يبدو وكأنه وضع حياة أو موت عندما تكون مفرطًا في التفكير. ومن المفارقات أن كل هذا التفكير الزائد لن يساعدكِ أبدًا على اتخاذ خيار أفضل!
يعطّل نومكِ
مما لا شكّ فيه إذا كنتش من أصحاب التفكير الزائد، فمن المحتمل أن يجعلكِ ذلك تواجهين صعوبة في الإستسلام للنوم. وهذا بسبب عدم صفاء العقل من التفكير والذي بدوره يمنع الجسم من إصدار الإشارة له بالنوم. حيث إن الإفراط في التفكير يضعف جودة نومكِ وقد يجعلكِ غريبة الأطوار في اليوم التالي أيضًا وغير متوازنة.
تأثير التفكير الزائد على جسمكِ
في حين قد يبدو أن التفكير الزائد هو مجرد شيء يحدث في رأسكِ، إلا أنه أكثر من ذلك. حيث يمكن أن يؤثر التفكير الزائد على كيفية تجربتكِ والتفاعل مع العالم من حولكِ، مما يمنعكِ من اتخاذ قرارات مهمة، ويمنعكِ من الاستمتاع باللحظة الحالية، ويستنزف الطاقة التي تحتاجيها للتعامل مع الضغوطات اليومية. بالإضافة إلى ذلك، سواء كنتِ تركزين على الماضي أو تهتمين بالمستقبل، فإن أنماط التفكير الأكثر تدميراً من الأفكار البناءة يمكن أن تؤثر سلبًا على صحتكِ العقلية والجسدية.
تشير الدراسات تشير إلى أن اجترار الأحداث المسببة للتوتر يمكن أن يؤدي بمرور الوقت إلى القلق والاكتئاب. من وجهة نظر الصحة العقلية، يمكن أن يؤثر القلق على قدرتكِ على التعامل مع الضغوطات اليومية، ويؤدي الاكتئاب إلى الحزن والوحدة ومشاعر الفراغ.
يصاحب القلق والاكتئاب أعراض جسدية أيضًا، بما في ذلك:
- إعياء.
- الصداع.
- غثيان.
- صعوبة في التركيز.
- مشاكل في النوم.
- تغيرات في الشهية.
يحذر الأطباء من أن اضطراب القلق العام مرتبط بارتفاع ضغط الدم وضعف صحة القلب والأوعية الدموية، في حين أن الاكتئاب يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بالنوبات القلبية والانتحار.
كيفية منع نفسكِ من التفكير الزائد
لمحاربة الإفراط في التفكير، إليكِ ما يجب عليكِ فعله:
- انتبهي للحظة الحالية.
- كوني أكثر تفاؤلاً بشأن الحياة.
- اعلمي أن بعض الأشياء خارجة عن إرادتكِ.
- قومي بإلهاء نفسكِ، ومارسي هواية أو تمرني للابتعاد عن الأفكار المقلقة.
- كوني ممتنة، كوني شاكرة، كوني مقدرة للفضل وممتنة للجميل.
- التأمل للحفاظ على هدوء العقل، اقرئي المزيد عن الفوائد الصحية للتأمل.
- لا تقسي على نفسكِ.
- احتفظي بمذكرات وقومي بتدوين أفكاركِ.
- دربي نفسكِ على الوثوق بمؤسستكِ بين الحين والآخر.
- ضعي حدودًا زمنية صعبة عندما "تسمحين" لنفسكِ بالتفكير الزائد، فهذا يساعد على الحد من المدة التي تفكرين فيها كثيرًا.
- تحدثي إلى خبير صحة عقلية مدرب (معالج، طبيب نفسي).
إن اكتشاف كيفية التوقف عن التفكير الزائد ليس بالمهمة السهلة التي تقوم بها بنفسكِ، في الواقع، دون التفاعل مع أشخاص آخرين قد تجديه مستحيلاً. الأوقات التي نكون فيها بمفردنا هي أصعب اللحظات للتوقف عن التفكير الزائد. سيتمكن خبير الصحة العقلية المدرب من إرشادكِ بشأن الاستراتيجيات التي يمكنكِ استخدامها للتغلب عليها ببطء. إن كيفية التوقف عن التفكير الزائد والأفكار السلبية ترجع أيضًا إلى رغبتكِ في تجربة كل ما يمكنكِ تغييره للأفضل.
إقرئي أيضًا: