فوائد الضحك للصحة الجسدية والنفسية
محتويات
أمثال عربية عديدة تدعونا كبشر إلى الضحك على مثال "اضحك تضحك لك الدنيا" و "اضحك عليها تنجلي" وغيرها. كلّها تحاول أن تنشلنا من السلبيّة التي تحيط بنا من كل حدب وصوب وتطمح إلى أن ترينا بقعة ضوء ولو واحدة في ظلّ الظلمة الموحشة التي نقبع فيها. لكن من وجهة النظر العلمية, لم نضحك ؟ما هي فوائد الضحك؟ وهل لها أن تطيل عمراً أو تحلّ معضلة؟
لماذا نضحك؟
يشرع الانسان في مسيرة الضحك بدءأً من عمر 3 أشهر, حتّى قبل أن يتسنّى له أن ينطق, وحتّى لو كان أعمى أو أصمّ. والضحك لغة عالمية, بغض النظر عن اختلاف الثقافات والآراء والأعراق والأجناس. هو بالدرجة الأولى, سبيل إلى التواصل الاجتماعي مع الآخر, كأنّ الفرد يقول بشكل غير مباشر لشخص آخر "أنا أقبل بك وأريد أن أتواصل معك". فقد أظهرت دراسة أنّ الاشخاص أكثر عرضة للتواصل مع بعضهم عن طريق الضحك بنسبة 46% منه عبر الكلام أو تبادل الحديث. علاوة على ذلك, ترتفع معدّلات الضحك ضمن مجموعة أكثر منها إذا ما كانت فرديّة.
فوائد الضحك للصحة الجسدية
يقال إنّ الضحك دواء. بالفعل, الضحك قادر على :
تحفيز جهاز المناعة
يجعل الضحك من هرمونات القلق والضغط النفسي تنخفض لتحلّ محلّها خلايا مناعيّة قويّة ومضادات حيوية تحارب الأمراض وتحسّن القدرة على مقاومتها والصمود في وجهها.
تخفيف الألم
يدفع الضحك بالجسم إلى إفراز الأندورفين وهو هرمون يعزّز الشعور بالراحة ويخفّف وطأة الألم.
إرخاء العضلات
قد يكون تشنج العضلات شكلاً من الاشكال التي يعبّر فيها الجسم عن عدم ارتياحه وقلقه. والضحك يساهم في التخلّي عن مصادر التشنّج والتوتّر وترخية العضلات.
الحماية من أمراض القلب
يحسّن الضحك وظيفة الأوعية الدموية ويزيد من تدفّق الدم إلى الشرايين , ممّا يحمي الفرد من خطر الذبحة القلبية وأمراض الشرايين الأخرى.
فوائد الضحك للصحة النفسية
إضفاء أجواء الفرح والسعادة
ما من شيء أجمل من ضحكة طفل أو كهل يستمتع بالحياة على ما هي. فالسعادة بنت اللحظة والضحكة لا تفعل شيئاً سوى خلق ذكريات محبّبة إلى القلب تبعث بالفرح.
التخفيف من الضغط النفسي والقلق
من فوائد الضحك أنه معدٍ. فحين يقابلنا أحدهم بضحكة, على الرغم من أننا منكسرو القلوب أحياناً ومتعبون أحياناً أخرى, فلن نردّ سوى بضحكة. وهذا من شانه أن يخفّف عنّا ما نحمله من أعباء الحياة اليومية سواء أكانت امتحانات مدرسية أو مهام على صعيد العمل أو هموم في علاقاتنا الاجتماعية...
تحسين المزاج
يعاني الكثير من الناس من الاكتئاب في بعض المرات بسبب الأمراض المزمنة. يمكن أن يساعد الضحك في تقليل التوتر والاكتئاب والقلق وقد يجعل المريض يشعر بالسعادة. يمكن أن يحسن أيضًا صورته تجاه نفسه واحترامه لذاته ومزاجه العام.
تقوية العزيمة
بطريقة ما, لا يقدر الانسان على تفسيرها, يرى نفسه وهو يضحك, ينظر إلى الأمور بإيجابية وعزم وصلابة تقوده إلى عدم الاستسلام والمضي نحو ما هو أفضل دوماً.
فوائد الضحك في العلاقات الإجتماعية
كلّما تقدّم الانسان بالسنّ, قلّت لحظات الضحك لديه, لأن الحياة ترخي بظلالها عليه ويصبح شيئاً فشيئاً أشبه بمحاربٍ يحاول الصمود في وجه المصاعب وينسى أنه كائن يستحقّ الفرح والسعادة.
تقوية العلاقات الاجتماعية
الضحك يذكّرنا بأنّنا كائنات اجتماعية ولا ينفع أن يعيش كلّ منا في قوقعته. من جهة أخرى, يقوّي الضحك الروابط الاجتماعية وينشأ الصداقات أحياناً ويجعلها تدوم.
جذب الآخرين
الضحك وسيلة مجّانية للتقرّب من الناس واكتشاف ما لديهم وتبادل الأفكار معهم, فهو يجعل الأمور أكثر سهولة وسلاسة لناحية جذبهم.
تحسين العمل الجماعي
هل تتخيّلون مثلاً فريق كرة قدم يتدرّب ليل نهار دون أن يكون بين أعضائه لحظات ضحك تجمعهم وتحسّن جودة ونتاج العمل الجماعي؟ الضحك يجعل كل شخص في الجماعة يتخلّى عمّا يفرّقه عن الآخر ويشجّعه على أن يتبنّى ما يبقي الجماعة موحّدة وذات قلب واحد.
المساعدة في حلّ النزاعات
كم من نزاع مرّ في حياتنا ! ولو فكّرنا بطريقة فضّه, لرأينا في الواقع أنّ ضحكة واحدة كانت كافية لتذليل العراقيل وإعادة فتح قنوات الحوار مع الطرف الآخر. هذا ما يفعله الضحك بالضبط عندما نترك العنان لإنسانيّتنا ونسمح لها أن تحلّ كلّ المشكلات التي قد تعترضنا.
إقرئي أيضاً: