لمَ اخترتِ العزلة عن الناس؟
أضف إلى قائمتيإن العزلة هي الابتعاد عن الناس والإنطوائية وتُعتَبر أحياناً من الأمراض النفسية التي قد تظهر لدى الإنسان منذ طفولته وتتزايد كلما تقدم بالعمر. ولكن الذي لا شك فيه أن الإنسان كائن اجتماعي يحب التواصل مع الآخرين، لكن أحياناً ولاسباب عديدة يختار العزلة عن الناس ويكسر القاعدة ويبتعد تدريجياً عن محيطه الاجتماعي، ويصبح عاجزاً عن التواجد في أي مكان يحدث فيه تجمع أو أن يتواصل مع المحيطين به بأي طريقة.
وفي بعض الاحيان، تكون عزلته غير اختيارية فيُجبَر أن يكون وحيداً. وبشكل عام العزلة عند الناس لها أسباب وأبرزها:
أسباب العزلة عن الناس
روتين الحياة
إذا كانت تعانين من روتين في حياتكِ وانك لا تنتجين شيئاً في الحياة، خاصةً إذا كنتِ إنسانة طموحة وكنتِ تتمنين أن تحققي اشياء كثيرة لكن لم تفعليها، لان الأوان قد فات. كل هذه الاسباب تدفعك لاختيار العزلة عن الناس.
التقدم في العمر
فكلما تقدمتِ في العمر تقلّ رغبتكِ في الحياة والتواصل مع الاخرين. فالإنسان بطبيعته تثقله الأيام والأحداث التي مرّ بها خلال سنوات عمره، الأمر الذي يجعله ينطوي على نفسه ويبتعد عن كل شيء علّه يجد الراحة في ما تبقى له من عمر.
مشاكل عائلية
إذا كنتِ تعانين من الكثير من المشاكل في منزلكِ أي بين الزوجين، فذلك حتماً سيؤدي إلى الانعزال خاصةً يُصاب بها الابناء ويصبحون عاجزين عن الرغبة والقدرة في التواصل مع الاخرين، بسبب فقدانهم الثقة في الجميع وأولهم الوالدين.
فقدان شخص عزيز
خاصةً إذا خسر الأهل أحد أبنائهم أو خسارة شريك الحياة. وهنا يعجز الطرف الاخر عن مواصلة حياته بشكل طبيعي، فيشعر بالوحدة. قد تكون هذه الوحدم مؤقتة تهدف الى محاولة استيعاب الخسارة.
الحاجة إلى مساحة شخصية
قد يختار بعض الأشخاص العزلة لمجرد أنهم بحاجة إلى مساحة شخصية لإعادة الشحن والتفكير. قد يجدون أنهم أكثر إنتاجية أو إبداعًا عندما يكون لديهم وقت بمفردهم، أو أنهم بحاجة إلى وقت لتخفيف ضغط أفكارهم وعواطفهم ومعالجتها.
تفضيل الانطواء
قد يكون بعض الأفراد أكثر انطوائية بشكل طبيعي، مما يعني أنهم يفضلون بيئات هادئة ومنخفضة التحفيز ويميلون إلى إعادة الشحن عن طريق قضاء الوقت بمفردهم. يمكن مقارنة ذلك بالأفراد المنفتحين الذين يميلون إلى الازدهار على التفاعل الاجتماعي والتحفيز الخارجي.
الصدمة أو التجارب السابقة
قد يختار الأفراد الذين عانوا من الصدمة أو أحداث الحياة الصعبة العزلة كوسيلة لحماية أنفسهم من المزيد من الأذى. قد يستخدمون العزلة أيضًا كآلية للتكيف لمعالجة التجارب السابقة والشفاء منها.
القلق الاجتماعي أو الخجل
قد يختار الأفراد الذين يعانون من القلق الاجتماعي أو الخجل العزلة كوسيلة لتجنب المواقف أو التفاعلات الاجتماعية غير المريحة. قد يجدون مواقف اجتماعية ساحقة أو مثيرة للقلق، وقد يشعرون بمزيد من الراحة والاسترخاء عندما يكونون وحدهم.
عدم وجود روابط اجتماعية
قد يختار بعض الأفراد العزلة بسبب عدم وجود روابط اجتماعية أو مشاعر العزلة. قد يشعرون أنه ليس لديهم أي شخص يلجأون إليه أو يتواصلون معه، أو قد يواجهون صعوبة في تكوين علاقات ذات مغزى.
الأسباب الروحية أو الفلسفية
قد يختار بعض الأفراد العزلة لأسباب روحية أو فلسفية. قد يسعون إلى اتصال أعمق مع أنفسهم أو بالكون، أو قد يتبعون مسارًا روحيًا يتضمن التأمل أو الصلاة أو الممارسات الانفرادية الأخرى.
التحولات الحياتية
قد يختار بعض الأفراد العزلة خلال أوقات التحولات الحياتية الرئيسية، مثل بعد الانفصال أو خلال فترة من التغيير أو عدم اليقين الكبير. قد يستخدمون العزلة كوسيلة للتفكير في عواطفهم ومعالجتها واكتساب الوضوح بشأن قيمهم وأولوياتهم.
من المهم ملاحظة أنه على الرغم من أن العزلة يمكن أن تكون خيارا، إلا أنها يمكن أن تكون أيضًا نتيجة للعزلة الاجتماعية أو عوامل خارجية أخرى. على سبيل المثال، قد يكون لدى الأفراد الذين يعيشون في المناطق النائية أو الريفية فرص محدودة للتفاعل الاجتماعي وقد يقضون المزيد من الوقت بمفردهم نتيجة لذلك. وبالمثل، قد يقضي الأفراد الذين يعملون من المنزل أو يتحملون مسؤوليات تقديم الرعاية المزيد من الوقت بمفردهم بسبب ظروفهم.
هل العزلة الطويلة عواقبها محمودة دائمًا؟
بشكل عام، يمكن أن يكون لاختيار العزلة آثار إيجابية وسلبية على الرفاه العقلي والعاطفي للفرد. في حين أن بعض الناس قد يجدون العزلة خيارا صحيا ومتجددا، فقد يواجه آخرون عواقب سلبية، مثل الوحدة أو الاكتئاب أو العزلة الاجتماعية. إذا كنت تفكرين في اختيار العزلة، فمن المهم أن تكوني على دراية بالمخاطر والفوائد المحتملة وأن تتأكدي من أنك تعتنين بصحتك العقلية والعاطفية. إذا كنت تعانين من الشعور بالوحدة أو العزلة الاجتماعية، فقد يكون من المفيد طلب الدعم من أخصائي الصحة العقلية أو التواصل مع الآخرين من خلال الفئات الاجتماعية أو العمل التطوعي أو الأنشطة الأخرى.
اعراض العزلة عن الناس عديدة كالخوف والشعور بالوحدة والإكتئاب وضربات القلب السريعة والتعرق الدائم. وأخيراً، تجدر الإشارة أنه في بعض الأحيان ليس بالضروري أن تكون العزلة مرض أو لها أسباب، فهناك أشخاص يختارون العزلة للراحة والإبتعاد عن ضجيج الناس، ونراهم أسعد الناس.
اقرئي أيضاً:
