السعي الدائم إلى الكمال قد يحوّل حياتك إلى كابوس فإنتبهي
.jpg "السعي الدائم إلى الكمال قد يحوّل حياتك إلى كابوس فإنتبهي")
أضف إلى قائمتيمحتويات
تجتاح عصرنا الآن فكرة السعي إلى الكمال وضرورة أن يكون المرء هو الأفضل دائماً. ومما لا شك فيه أنّ العديد منّا يرغب في تحقيق صفة الكمال بالعديد من النواحي الحيانية والوظيفية والأكاديمية والاجتماعية. لكن من الواضح أنّ الكثير من المشكلات التي نواجهها اليوم هي وليدة تبعيات السعي إلى المثالية والكمال، والنظر إلى الحياة من زاوية واحدة فقط. تعرفي اليوم في هذا المقال على مشكلة السعي إلى المثالية وبعض أسبابها.
متى يدق السعي إلى المثالية جرس الإنذار؟
من البديهي أن يتحول السعي إلى كمال إلى كابوس يلاحقكِ ومن حولكِ. فإنّ السعي إلى الكمال والمثالية تتجسد عندما يكون الشخص غير قادر على تقييم الأشياء إلا باللونين الأبيض أو الأسود. ويكون عند الشخص حاجة إلى أن يُنظر إليه على أنه لا تشوبه شائبة، ولا يقوم بارتكاب أخطاء أبداً. وبالتالي هو يرقى إلى مستويات عالية للغاية في كل الأمور. مع العلم أنّ من بين السلوكيات الشائعة للأشخاص الكماليين هي النقد الذاتي أو نقد الآخرين. وغالباً ما يتمحور السعي إلى الكمال حول يجب أن يكون الأمر مثالياً وإلا لن يكون له أي قيمة على الإطلاق.
السعي للكمال... إلى ازدياد مقلق
قام عالم النفس الاجتماعي توماس كوران بدراسة هذه السمة الشخصية لعدة سنوات. وحذّر كوران من تزايد مطاردة الأفراد لصفة الكمال خلال العقود الماضية، وذلك لعدة أسباب منها ضغوطات الأهل على أبنائهم وتغيرات أيديولوجية على مستوى المجتمع.
في هذا السياق، كشفت دراسة بها العالمان النفسيان توماس كوران وأندرو هيل عام 2018 في مجلة سايكولوجيكال بوليتين أنّ الكمالية آخذة في الارتفاع. وتم شرح الكمال على أنه مزيج من معايير شخصية عالية بشكل مفرط، وسلسلة تقييمات شديدة للذات. واستنتجا في دراستهما أنّ جيل الشباب يرى أن الآخرين أكثر تطلباً منهم، هم فعلياً أكثر تطلبا من الآخرين كما أنهم يطالبون أنفسهم بالكثير. ووجدت الدراسة أنّ السعي إلى الكمال يؤدي إلى نتائج سلبية على الصحة العقلية. كما أكد البحث على الدور الذي تلعبه منصات التواصل الاجتماعي، مثل "فيسبوك" و"انستغرام" و"سناب شات،" في زيادة السعي للكمال أو المثالية.
بعض الأسباب التي تدفعكِ للسعي إلى الكمال
- المعاناة من القلق والخوف من تلقي الاستنكار من الآخرين، أو الشعور بعدم الأمان وعدم الكفاءة.
- المعاناة من اضطرابات الصحة العقلية مثل القلق أو اضطراب الوسواس القهري.
- الآباء المثاليون أو الذين يعبرون عن رفضهم المستمر عندما لا تؤدي جهود أطفالهم إلى نتائج مثالية.
- الطفولة غير الآمنة أيضاً من أبرز مسببات اضطرابات السعي إلى الكمال.
- النجاحات المتعددة قد تدفع بالشخص للشعور بضغط كبير للارتقاء إلى مستوى إنجازاته السابقة. وهذا غالباً ما يؤدي بهم إلى اتباع سلوك مثالي.
- قد يشعر الأطفال الذين يتم الثناء عليهم بشكل متكرر على إنجازاتهم الاستثنائية بالضغط من أجل مواصلة الإنجاز مع تقدمهم في العمر. وهذا يؤدي إلى ظهور ميول تسعى للمثالية الدائمة.
تذكري دائماً أنكِ المُتحكمة الوحيدة في حياتكِ. لذا حاولي أن تربطي رضاكِ الذاتي بالجهد الذي تبذلينه في أي كل شيء تقومين به ويهمك في البيت أو العمل أو مع الناس. ولا تربطي رضاكِ بالنتيجة التي تنتهي إليها الأمور. وننصحكِ قبل كل شيء بتحديد المشكلة التي تعانين منها، والاعتراف بأنكِ لست بخير. ومن بعدها يمكنكِ الحصول على استشارة شخص مختص أو محترف لتحسين وضعكِ.
إقرئي أيضاً:
