حب الذات ليس أنانية.. طبّقي نصائح الخبراء كي تحبّي نفسك أكثر
ليس كل ما نتربى عليه ونسمعه دائماً يُعتبر صحيحاً، فهناك الكثير من المفاهيم الخاطئة التي يتم غرسها فينا لتتشوه في كثير من الأحيان طريقة نظرتنا للأمور ونظرتنا لأنفسنا. للأسف ينطبق هذا الأمر على مسألة حُب الذات أو حُب النفس كما هي، حيث تتشكل شخصيتنا في أغلب الأحيان بتوجيه مُسبق على أننا يجب أن لا نكون أنانيين عبر التركيز على الآخرين وليس على أنفسنا.
بعدما كنتُ ضحية هذا النمط من التفكير الذي أعتبره مُدمراً، وجدتُ أنّ معرفة وحُب الذات والنفس هي مفتاحي الذهبي الذي ساعدني على تحقيق السعادة وتطوير أنماط سلوكي وتفكيري من مُختلف الجوانب. ما ساهم في جعلي أقترب أكثر فأكثر من تحقيق أهدافي وتطوير نفسي وتغيير أنماط تفكيري السلبية والخروج من القوالب الجاهزة. بما أنّ التغيير في حياتنا أمر صعب ومُخيف، أشارككِ اليوم ابرز نصائح الخبراء لتُحبي نفسكِ أكثر.
درّبي نفسكِ كي تُحبّي ذاتكِ كما هي
تعرّفي على نفسكِ الحقيقية
فكّري قبل كل شيء بأن تتعرفي جدياً وبطريقة حقيقية على ذاتكِ عبر الغوص بأعماقكِ ومعرفة كل نقاط ضعفكِ وقوتكِ.
إعتمدي حُب الذات كممارسة حياتية
من المهم أن تنطلقي من أنّ حُب الذات هو ممارسة حياتية يومية يجب أن تُعرّفي نفسك عليها. فعوضاً عن القلق من كلمة حب الذات أو الوقوع بحب نفسكِ، فكري في العمل على تعزيز قبولكِ لنفسك. في هذا السياق مثلاً، تقول Whitney Goodman مؤلفة كتاب Toxic Positivity: Keeping It Real in a World Obsessed with Being Happy "نحنُ لا نحتاج إلى أن نُحب كل شيء في أنفسنا، وبالتأكيد ستكون بعض الأيام أسهل من غيرها". لذلك، يجب أن نكتشف ذاتنا أولاً، ثم أن نعمل على قبول ذاتنا وأن نكون أكثر لطفاً معها عبر الممارسة.
خطة رعاية ذاتية تُناسبك
فتشي عن ممارسات الرعاية الذاتية التي من شأنها أن تُلبي احتياجاتكِ وتساعدكِ على تحويل انتباهكِ نحو نفسكِ أكثر. ونتحدث هنا مثلاً عن التمارين البدنية أو تمارين الاسترخاء أو النشاطات الرياضية والإجتماعية.
لا يجب أن تحبي واقعك لتتقبلي أو تسامحي نفسك
كما نُحب عائلاتنا وأصدقائنا على الرغم من عيوبهم، فهكذا يجب أن نُعامل ذاتنا. لذلك تقول الدكتورة في علم النفس السريري، Adia Gooden أنّنا عندما نقتنع أنّ الكمال ليس شرطاً لنُحب الآخرين أو أنفسنا، فعندها يُمكننا أن نبدأ في ممارسة قبول الذات الحقيقي.
واجهي التفكير السلبي المدمّر
حاولي أن تسألي نفسكِ عما إذا كانت نظرتكِ تتوافق مع المنطق أو الحقائق بالفعل. فقد يكون في معظم الأحيان من الصعب أن نُدرك الأخطاء في منطقنا وفي المسلمات التي نتبناها منذ وقت طويل.
وهنا ينصح الخبراء بالابتعاد كلياً عن منطق التفكير "كل شيء أو لا شيء". فهذا النوع من التفكير سيُحطمكِ ويُدمر نظرتكِ لنفسكِ. بالإضافة إلى العمل على عدم التركيز على السلبيات من دون النظر إلى الإيجابيات أيضاً.
كما يجب الابتعاد عن القفز إلى الاستنتاحات السلبية دائماً والتقليل من قيمة نفسكِ عبر السخرية من أخطائكِ أو التقليل من قيمة نفسكِ.
قومي ببعض التعديلات على معتقداتك وأفكارك
ابدئي باستبدال أفكاركِ السلبية أو غير الصحيحة بأفكار أخرى إيجابية وأكثر منطقية. ويمكنكِ تعويد نفسكِ على الإيجابية من خلال استخدام عبارات تبعث على الأمل، ومسامحة نفسكِ على كل شيء، فالأخطاء ليست المُعبّر الدائم على حقيقة شخصيتكِ. كما يجب أن تُفكري دائماً في الدروس المستفادة إذا مررتِ بأي تجربة سلبية.
تعاطفي مع ذاتك وشجعي نفسك أكثر
حاولي دائماً أن تثقي بقدراتكِ على إحداث تغييرات إيجابية، إلى جانب ممارسة وتعويد روحكِ على التعاطف مع نفسكِ. كما العناية بالآخرين تُعتبر صفة إيجابية، الأمر نفسه ينطبق على العناية بنفسكِ.
ضعي الحدود في الحياة الواقعية لبناء ثقة بالنفس
هذه الخطوة جوهرية لتعزيز حبنا لذاتنا كما هي وبناء ثقتنا بأنفسنا. في هذا السياق، تؤكد الدكتورة ألكسندرا سولومون، الأخصائية النفسية والأستاذة المساعدة في northwestern university ومؤلفة كتاب "Loving Bravely: Twenty Lessons of Self-Discovery to Help You Get the Love You Want"، أنّ جزء من تعزيز حبنا لذاتنا يقوم على عدم السعي وراء الحصول على ماء من بئر فارغ. فهي توصي على اتخاذ قرارات في العلاقات والعمل والحياة تُركز على حصولنا منها على الراحة والأمان والسلام والسعادة.
وهنا من الضروري مثلاً إنهاء علاقتكِ بشخص سام يجعلكِ تشعرين بالسوء عن نفسكِ أو يقوم دائماً بانتقادكِ. تؤكد سولومون على أهمية وضع الحدود بينك وبين هذا النوع من الأشخاص السامين.
وهذه الاستراتيجية تنطبق أيضاً على عالم السوشال ميديا الذي يُحيط بنا. فعندما يُشعركِ هذا العالم بعدم الثقة بالنفس أو يُسمم حياتكِ، بالتالي يجب إعادة النظر بدور هذه المنصات ومدى فائدتها في حياتكِ، وكيفية التعامل معها.
إقرئي أيضاً: