نظام الـ 4 أيام عمل أسبوعياً تجربة ناجحة تزيد من الإنتاجية والربح بحسب دراسات حديثة

نظام الـ 4 أيام عمل أسبوعياً تجربة ناجحة تزيد من الإنتاجية والربح بحسب دراسات  حديثة

محتويات

ليس نظام "أربعة أيام عمل أسبوعيا" بالمصطلح أو المفهوم الجديد حالياً، فإنّه لطالما كان مطروحاً على طاولات نقاش الكثير من المؤسسات العلمية والإدارية على مدى عقودٍ عدة. ويبدو أنّ هذا النظام "الثوري" له إيجابيات كثيرة على مستوى توفير تكاليف التشغيل من جهة، وزيادة إنتاجية الموظفين ومعنوياتهم من الجهة الأخرى. وهذا بحدّ ذاته إستثماراً مهماً بدأت الكثير من المؤسسات تُفكر به جدياً. من هنا، ماذا تقول الدراسات العلمية عن نظام الـ 4 أيام عمل أسبوعياً؟

 

دراسة علمية حديثة تستحق التوقف عندها

في وقت زاد الاهتمام في السنوات الماضية بظروف العمل وتحسينها، من الواضخ أنّ الأبحاث المكثفة والدراسات الحديثة تُظهر أن أسبوع العمل الأقصر يزيد رفاهية الموظفين مع الحفاظ على الإنتاجية أو حتى تحسينها.

- وفي دراسة علمية جديدة نشرتها "بلومبيغ"، أظهرت بياناتها أنّ المنظمات التي شاركت في هذه الدراسة تمكنت من تحقيق مكاسب إضافية على صعيد كل من الإيرادات وإنتاجية الموظفين.

- بالإضافة إلى انخفاض التغيب عن العمل ودوران الموظفين.

- وقد لاحظت هذه الدراسة أنّ الموظفين الذين يعملون بجدول زمني مدته أربعة أيام أكثر ميلاً إلى العمل من المكتب منهم إلى المنزل.

- الجدير بالذكر أنّ إيرادات الشركات الـ 33 التي شاركت في هذه الدراسة قد ارتفعت بنسبة 8%. مع تأثيرات إيجابية على الإنتاجية ورفاهية الموظفين وانبعاثات الكربون. بالتالي نتحدث هنا عن نمو صحي في الفترة الإنتقالية هذه بطبيعة نظام عمل الشركات.

- هذه الدراسة هي الأولى من سلسلة من التجارب التي أُجريت من بُعد بتنسيق من مجموعة المناصرة غير الربحية التي تتخذ من نيوزيلندا مقرّاً لها، 4 Day Week Global. وتضم عشرات الشركات في برامج تجريبية مستمرة مدتها ستة أشهر في أمريكا وكندا وأوروبا وجنوب إفريقيا.

- في هذا السياق أوضحت الباحثة الرئيسية جولييت شور، خبيرة الاقتصاد وعلم الاجتماع في كلية بوسطن التي شاركت مع نظرائها في جامعة كوليدج دبلن وجامعة كامبريدج: "هذه النتائج مهمة لأن عطلة نهاية الأسبوع التي تستغرق يومين لم تعُد تعمل من أجل الناس"، وأضافت: "من أجل رفاهية الأشخاص ذوي الوظائف، من الأهمية بمكان أن نتعامل مع هيكل أسبوع العمل".

 

بعض الدول التي بدأت بتبني هذه التجربة

 

4 أيام عمل أسبوعيا للراغبين في ذلك ببلجيكا

في فبراير/شباط من عام 2022 فاز الموظفون في بلجيكا بحق العمل لأسبوع عمل كامل من أربعة أيام بدلاً من الخمسة المعتادة دون فقدان الراتب. فسيتمكن الموظفون الآن من تحديد ما إذا كانوا سيعملون أربعة أو خمسة أيام في الأسبوع، ولكن هذا لا يعني أنهم سيعملون أقل، فهم ببساطة سيكثفون ساعات عملهم في أيام أقل. 

 

إيسلندا رائدة في هذا المجال

بين عامي 2015 و2019 أجرت أيسلندا أكبر برنامج تجريبي في العالم لمدة 35 إلى 36 ساعة عمل في الأسبوع، أقل من 40 ساعة التقليدية دون أي حديث عن خفض في الأجور. وقد تم تحليل النتائج من قبل مركز أبحاث بريطاني "أوتونومي" وجمعية أيسلندية غير ربحية من أجل الاستدامة والديمقراطية.

تبع إصدار هذه الدراسة حصول تفاوضات بين تقابات العمال والحكومة لتقليل ساعات العمل. وقد أدت الدراسة أيضًا إلى تغيير كبير في آيسلندا حيث أصبح الآن ما يقرب من 90% من السكان العاملين لديهم ساعات عمل مخفضة أو أماكن إقامة أخرى. 

 

نظام عمل مرن جداً في ألمانيا

على الرغم من أنّ ألمانيا تُعتبر واحدة من الدول التي تتمتع بأقصر متوسط ​​أسابيع العمل في أوروبا، إلا أنّ قابات العمالية تطالب بمزيد من التخفيضات في ساعات العمل. ففي عام 2021 درعت نقابة اي جي ميتال الالمانية إلى تقليص أسابيع العمل بحجة أنه سيساعد في الاحتفاظ بالوظائف وتجنب تسريح العمال.

واظهر إستطلاع رأي أجرته منصة "فورزا" أنّ 71% من الأشخاص العاملين في ألمانيا يفضلون خيار العمل أربعة أيام فقط أسبوعيا. وقد أكد أكثر من ثلاثة أرباع الأشخاص الذين شملهم الاستطلاع تأييدهم لإختبار الحكومة تجربة أربعة أيام في الأسبوع. لكن بين أرباب أو أصحاب العمل، فقد أيد  اثنين من كل ثلاثة هذا الإقتراح.

وعلى الرغم من هذه النتائج لم يتضح بعد ما إذا كان سيتم تنفيذ مثل هذا الإجراء أو مناقشته. فحتى الآن، الشركات الناشئة الأصغر هي التي تختبر أسبوع عمل أقصر.

 

لا شك أنّ هناك اهتمام قوى بهذا التوجه في كل من الولايات المتحدة وكندا ونيوزيلندا وإسبانيا وغيرها الكثير. وأخذت بعض الشركات أيضاً على عاتقها اختبار هذا النظام على موظفيها وشركاتها. 

العالم يتغيّر وهذا يجب ان ينطبق أيضاً على طبيعة العمل، وهو أمر بدأنا نختبره أكثر فأكثر منذ بداية جائجة كورونا التي هزّت العالم. لذلك، هل من الممكن أن نرى مثل هذه التجارب الجديدة في عالمنا العربي؟

 

إقرئي أيضاً:

 خطوات مدروسة للتغلّب على مشاعر الغضب التي ترافقك كثيراً

scroll load icon