الإضطرابات النفسية التي سيولدها فيروس كورونا أخطر منه
محتويات
الجميع يربط فيروس كورونا بالقلق والهلع ومشاعر الوحدة والعزلة والوسواس القهري الذي يرافق غسيل اليدين والإجراءات الوقائية التي تؤثر على صحتنا النفسية والعقلية.
لكن البعض لا يسأل عن المشاكل النفسية التي تأتي ما بعد هذه الجائحة التي لن تؤثر على صحتنا بشكل عام فقط بل ستؤثر أيضاً علي نفسيتنا وعلى مجرى حياتنا وتناولنا معنى الحياة للأبد.
اقرئي أيضًا:
ما هي اضرار الغضب الجمالية والصحية؟
الكوفيد 19 سيسبب صدمة نفسية؟
يركز الإعلام بشكل خاص على الهلع والذعر والقلق الذي يترافق مع فيروس كوفيد 19 لكنه ينسى أن هذا الفيروس الذي غيّر حياتنا ممكن أن يسبب لنا صدمة نفسية لها تداعيات حقيقية على حياتنا. فالصدمة هي المشاعر والأحاسيس التي يعبر عنها الشخص عند مواجهة حدث مؤلم وعاطفي وفي العادة تحدث كردة فعل على أحداث تؤثر على عملية تأقلمنا وتهدد حياتنا وجسمنا كالموت أو العنف أو مشاهدة حياة شخص ما مهددة. لذلك، في هذه الحالات يحدث معنا ما يُسمى بالصدمة.
من سيتأثر بذلك؟ الجميع ممكن أن يصابوا بالصدمة
بالطبع الأشخاص الذين واجهوا المرض أو أعراضه أو لديهم شخص معين توفي بسببه أو أصيب من خلاله هم أكثر عرضة من غيرهم خاصة أنهم على مواجهة مع مشاعر الخوف التي قد تصبح عنيفة مع مواجهة أعراض الفيروس الخطيرة.
ولا يمكن أن ننسى الأطباء والممرضين الذين يقفون أما خيارات تضعهم بين الحياة والموت فالذهاب إلى العمل هو خيار حياة أو موت بالنسبة اليهم خاصىة أنهم يعرضون حياة أهلهم للخطر وعلى الرغم من ذلك يذهبون بومياً لمزاولة واجباتهم. هؤلاء من الممكن أن يخرجوا من هذا الجائحة بإضطربات ما بعد الصدمة وبأزمات نفسية قد تسبب الكآبة.
لكن نحن أيضاً أي الأشخاص العاديون معرضون للصدمة وذلك لأن تحركاتنا اليومية العادية وقراراتنا أصبحت بمثابة حياة أو موت وأصبحت مختلفة تماماً عن النمط الذي كنا نعيشه في السابق بالإضافة إلى أن خوفنا وقلقنا من ألا تعود حياتنا إلى مجاريها يمكن أن يطور صدمة بالنسبة الينا.
وستطال الصدمات بشكل مباشر الأشخاص الذين خسروا أعمالهم ومنازلهم ومدخولهم.
هل يعني ذلك أننا سنعاني من اضطرابات ما بعد الصدمة؟
ليس بالضرورة فكل منا يتعامل مع الصدمة بشكل مختلف ووفقاً لوجهة نظره من الخوف والخطر والموت.
فهناك عدة اختيارات وهي: أن نعاني من اضطرابات ما بعد الصدمة ونشفي منها فوراً، أو أن نتخطى الصدمة بدون اضطرابات، أو أن نعاني من الإضطرابات خلال فترة الصدمة أي خلال فترة كوفيد 19، أو أن نعاني من اضطرابات ما بعد الصدمة لوقت طويل ما يستدعي تدخل مباشر من معالج نفسي.
ومن الطبيعي أن نشعر بعوارض اضطراب ما بعد الصدمة في الشهر الأول لكن في حال استمر الأمر وتطور عليك أن تلجئي إلى معالج صدمات تحديداً حيث أن الأشخاص الذين يعانون من مشكلة نفسية معينة كالإدمان أو صدمات في الطفولة ممكن أن يطوروا اضطرابات ما بعد صدمة كوفيد 19.
المشاكل النفسية ستستمر
إن الأمر لن يخفف من وطأة الصدمات ويغير حال الناس بسرعة حتى لو انتشرت أخبار ايجابية وحصلت أمور جيدة من أجل حل هذه الأزمة. فالناس لن يصرفوا أموالهم كالسابق ولن يستمتعوا بوقتهم كما كانوا يستمتعون في حياتهم السابقة وذلك بسبب حساسيتهم والخوف المطبق عليهم وفقاً لبيتر أتواتر، الاقتصادي السلوكي في جامعة ويليام وماري في فيرجينيا.
إيلانا نيومان، التي تبحث في الصدمة والصحة النفسية للكوارث في جامعة تولسا قالت إن هذه كارثة جماعية والخوف الذي نشعر به يستمر كالخوف الذي تولده العمليات الإرهابية حيث أن الأشخاص الذين يواجهون خسارات مادية وشخصية لن يستطيعوا أن يعودوا إلى صحتهم النفسية السابقة بسرعة.
اقرئي أيضاً