علامات النزاع قبل الموت

علامات النزاع قبل الموت

محتويات

على الرغم من أنّ الموت حقّ لنا وعلينا, إلّا أنّ الطريقة التي يترك فيها أيّ منا هذه الدنيا لا يعلمها إلّا الله وقد تكون جدّ قاسية لتترك أثراً عميقاً في نفوس من يرافقوننا في لحظات حياتنا الأخيرة. فما هي علامات النزاع قبل الموت وكيف نتصرّف تجاه كلّ منها ؟

 

فقدان الوعي

من أكثر علامات النزاع قبل الموت شيوعاً هي أن يبدأ الشخص بفقدان الوعي من فترة لأخرى أو أن يمرّ بلحظات من الارتباك والتشويش التي تزداد وتيرتها مع الاقتراب من ساعات الموت الأخيرة. لكنّه يظلّ نوعاً ما يقظاً للناس الموجودين في الغرفة. حتّى أنه قادر في هذه المرحلة أن يسمع الكلام ويشعر بمن يمسك يده. قد يصاب البعض بالقلق ويتصرّفون بعدوانية إذا شعروا بأنهم تائهين عمّا يحدث, بينما يختبر آخرون حالات من الهلوسة كأن يروا أنفسهم في مكان آخر أو مع أشخاص متوفّين.

كيف نتصرّف؟

فيما قد تكون هذه اللحظات مخيفة لمن ينازع, علينا أن نبقى إلى جانب المريض ونشعره بأننا بقربه دائماً, إن عبر لمس وجه ويديه أو عن طريق توجيه الحديث إليه ومناداته باسمه بشكل هادئ. أمّا بالنسبة للهلوسة, فالوقت ليس مناسباً لتصويب ما يراه ومجادلته في صحّته أوعدمه.

 

مشكلات في التنفّس

إذا تراكم المخاط في الشعب الهوائية ولم يستطع الشخص التخلّص منه بالسعال, قد نلاحظ أنّ التنفّس أصبح صاخباً. أمّا في حالات أخرى, قد يبدو أنّه ثمة تقلّبات في نظلم التنفّس بين شهقات مفاجئة أو فترات طويلة بين نفس وآخر.

كيف نتصرّف؟

قد لا يكون المريض واعياً أو متألّماً ممّا يحصل على صعيد النفّس, على عكس من يشهد هذه الأحداث. لهذا السبب, يمكن تزويده ببعض الأدوية التي تسهّل عليه عمليّة التنفّس أو إزالة المخاط.

 

الرغبة في النوم

قبل الموت بأشهر قليلة, قد يبدأ الشخص بالنوم أكثر ممّا هو معتاد. كلّما دنا الوقت من النهاية, ينهار شيئاً فشيئاً التمثيل الغذائي للجسم. وبالتالي, يسيطر التعب والإرهاق عليه لأنه يفتقر لمصدر طبيعي يزوّده بالطاقة بشكل ثابت.

كيف نتصرّف؟

إذا كان النوم يجعلهم مرتاحين, فلنوفّر لهم الهدوء والفرصة ليناموا. ولنحاول أن نشجّعهم من حين لأخرى على الخروج من السرير والتجوّل قليلاً قدر المستطاع حتّى لا يصابوا بالقروح.

 

تغيّر عادات الأكل والشرب

مع التقدّم بالعمر, تنخفض الكمية التي يحتاجها الجسم من الطاقة بسبب قلّة الأعمال اليوميّة. وعليه, تنخفض حاجة الجسم إلى الطعام والشراب. عندما يقترب الفرد من الموت, قد يبدو لنا غير مهتم بطعامه المفضّل, حتّى أنه قد يتوقّف عن الأكل والشرب.

كيف نتصرّف؟

علينا أن ندعه يأكل متى يشاء. لكن في ما يخص الشرب, من الأفضل أن نقترح عليهم من وقت للآخر بعض السوائل خاصة للماء لحماية الجسم من الجفاف. أمّا عندما يتوقّفون عن الشرب تماماً, فلنعمل على ترطيب الجلد الرقيق حول شفاههم باستخدام مرطب الشفاه.

 

الابتعاد عن الناس والصخب

يميل الأشخاص الذين يحتضرون أن ينسحبوا من الأجواء الصاخبة ويبتعدوا نسبيّاً حتّى عمّن يحبونهم. هذا التصرّف إنعكاس طبيعي لفقدان الطاقة الجسديّة وكخطوة دفاعية لحماية أيّامهم وساعاتهم الأخيرة.

كيف نتصرّف؟

على الرغم من الابتعاد عن الناس والصخب من علامات النزاع قبل الموت, إلّا أنّ هذا لا يعني أنهم لا يستمتعون برفقة أحبّائهم بالقرب منهم. على أهل المريض وأصدقائه أن يزوروا المريض عندما يشعر أنه مرتاح فقط, وعدم أخذ الأمور على محمل شخصي. فالبعض لا يرغبون بأن يراهم الآخرون بموقع ضعف أو على فراش الموت فيؤثرون الانعزال والوحدة.

 

تغيّر في المؤشرات الحيوية

نعني بالمؤشرات الحيوية ضغط الدم, لون ووتيرة البول ونبضات القلب وخلافها.

ينخفض ضغط الدم مع اقتراب الموت وتصبح التغيّرات في التنفّس أكثر وضوحاً. أمّا بالنسبة للدورة الدموية, فتصبح نبضات القلب أقل انتظاماً ومن الصعب تتبّعها. بنتيجة انخفاض ضغط الدم, تتوقّف الكلى عن العمل فنلاحظ أنّ البول يضحي بنّيّاً أو بلون الصدأ.

أمّا بسبب فقدان الشهية للأكل والشرب, تصبح حركة الامعاء أقلّ وغير منتظمة, كذلك بالنسبة للتبوّل.

بعد التوقّف عن الاكل والشرب نهائيّاً في المراحل النهائية, تنتفي الحاجة إلى الدخول إلى الحمام.

كيف نتصرّف؟

تعدّ كل هذه التغيّرات جزءاً لا يتجزّأ من المسار الطبيعي للدنو الحتمي من الموت. لا يمكن تقديم العون في هذه الحالة إلّا بمساعدة مقدّمي الرعاية الصحّيّة بحيث يستخدمون قسطرة لتصريف البول من المثانة.

 

انخفاض درجة حرارة الجسم

قد يتغيّر لون الجلد ويميل إلى الأزرق والبنفسجي على شكل بقع ملوّنة مختلفة وتزيد الشحوبة. وتصبح الأطراف أكثر برودة وذلك بسبب تباطؤ الدورة الدمويّة.

كيف أتصرّف ؟

حتّى لو بدت على يديه أو رجليه البرودة, فهذا لا يعني بالضرورة أنّه يشعر بالبرد. لذا, ينبغي أن نتفقّد أطرافه ونسأله إذا ما كان يشعر بالبرد ونغطيّه ببطانيّة.

 

الألم

يختبر البعض على فراش الموت لحظات تمرّ كالساعات لأنها تترافق مع الألم الذي تزداد وتيرته ويعبّرون عنه بتعابير الوجه المتجهّمة أو الأنين والعبوس.

كيف نتصرّف؟

يصعب علينا أن نرى من نحبّ يعايش الوجع دون أن نتمكّن من التخفيف عنه. والحلّ الوحيد هنا هو المهدّئات. إنما بعض الأشخاص يفقدون القدرة على البلع, فيجدر إدخالهم المستشفى لإعطائهم ما يلزم من الأدوية.

 

إقرئي أيضاً :

أعراض فتق المعدة وأسبابها وعلاجها

ما هي اسباب الشرقة أثناء النوم؟

scroll load icon