آثار استعادة الذكريات المكبوتة بحسب علم النفس

آثار استعادة الذكريات المكبوتة بحسب علم النفس

محتويات

 لا يزال الجدل ساخناً في مجال علم النفس حول ما إذا كان يمكن أو لا ينبغي استعادة الذكريات المكبوتة، وكذلك ما إذا كانت تعود بدقة أم لا. وقد أحدث هذا الأمر فجوة بين أطباء الصحة العقلية والباحثين. ولكن بغض النظر عن الجدل، لنكتشف كيف تعمل الذاكرة وما إذا كنا نستطيع نسيان الصدمات؟ ماذا عن الأثر النفسي لذلك؟

 

تداعيات نسيان الصدمة

يتذكر معظم الناس الأمور السيئة التي تحدث لهم، ولكن في بعض الأحيان يتم نسيان الصدمات الشديدة، فيساعدهم طبيبهم النفسي على استعادتها. إذ عندما يصبح هذا النسيان حاداً، يتطوّر إلى اضطراب فصامي أحيانًا، مثل فقدان الذاكرة الانفصامي، والشرود الانفصالي، واضطراب تبدد الشخصية، واضطراب الهوية الانفصامي. من هنا، يلجأ الأطباؤء إلى مساعدة المريض عبر التنويم المغناطيسي أو غيرها من العمليات لتحفيز الذاكرة.

 

كيف تعمل الذاكرة؟

صحة نفسية

  • الذاكرة ليست مثل جهاز التسجيل. فالدماغ يعالج المعلومات ويخزنها بطرق مختلفة. لقد مر معظمنا ببعض التجارب المؤلمة، ويبدو أن هذه التجارب أحيانًا يتم حرقها في أدمغتنا بدرجة عالية من التفاصيل.
  • يدرس العلماء العلاقة بين جزأين من الدماغ، اللوزة والحصين، لفهم سبب ذلك. إليك ما توصلوا إليه حتى اليوم:
  • يمكن أن تعزز الصدمة المعتدلة، الذاكرة طويلة المدى.
  • يمكن أن تؤدي الصدمات الشديدة إلى تعطيل التخزين على المدى الطويل وترك الذكريات مخزنة كعواطف أو أحاسيس بدلاً من ذكريات. (أي تبقي على الشعور بالإضطراب أو القلق والخوف، لكن دون ذكريات عن تفاصيل الحدث).
  • تشير الأبحاث إلى أن الأمر قد يستغرق عدة أيام لتخزين الحدث بالكامل في الذاكرة طويلة المدى.
  • لقد وثقت الدراسات أن الأشخاص الذين يعيشون في صدمة شديدة ينسون أحيانًا الصدمة.
  • يمكن أن تعود ذكرى الصدمة في وقت لاحق في الحياة، وعادةً ما تبدأ في شكل أحاسيس أو عواطف، وتتضمن أحيانًا "ذكريات الماضي" والتي يشعر خلالها الشخص كما لو كان يعيد إحياء الذاكرة.

 

الجدل حول الذكريات المستعادة

هل الذكريات المستعادة صحيحة بالضرورة؟ هناك الكثير من الجدل حول هذا السؤال. يعتقد بعض المعالجين الذين يعملون مع الناجين من الصدمات أن الذكريات صحيحة لأنها مصحوبة بمثل هذه المشاعر المتطرفة.

إنّما أفاد معالجون آخرون أن بعض مرضاهم استعادوا ذكريات لا يمكن أن تكون حقيقية. زعمت بعض المجموعات أنّ المعالجين "يزرعون الذكريات" أو يتسببون في ذكريات زائفة في المرضى المعرضين للخطر من خلال الإيحاء بأنهم ضحايا سوء المعاملة.

ويبدو أن بعض المعالجين قد أقنعوا المرضى بأن أعراضهم كانت بسبب سوء المعاملة. لا يُعتبر هذا ممارسة علاجية جيدة، بحسب الخبراء. إذ يبدو وكأن الطبيب هنا يزرع ذكريات غير صحيحة.

يلفت بعض الخبراء إلى أنّ الأسئلة التي يتم طرحها بعد أن يشهد الشخص حدثًا يمكن أن يكون لها تأثير فعلي على ذاكرة الشخص لهذا الحدث.

إذا كان السؤال يحتوي على معلومات مضللة، فيمكن أن يشوه ذكرى الحدث، وهي ظاهرة أطلق عليها علماء النفس اسم تأثير المعلومات المضللة؛ وهذا لا بد أن يأتي بتداعيات سلبية على المريض على المدى الطويل.

 

إقرئي أيضاً:

نوبات الهلع والاحساس بالموت

scroll load icon