كيف تؤثّر مرحلة الإكتئاب ما بعد الولادة على نفسيّتك ونفسيّة طفلك؟
مع بدء مرحلة الأمومة للمرة الأولى تمرّ غالبية النساء بفترات نفسية وإجتماعية متنوعة في حياة المرأة ناتجة عن تغييرات هرمونية. بشكل عام تتأرجح مراحل ما بعد الولادة بين مشاعر الحماس، الحب، الفرح وأيضاً مشاعر القلق، الخوف والكآبة. تزول هذه الكآبة بعد مدة قصيرة أي بعد أسبوعين وممكن أن تصل إلى 4 أشهر.
فما هي هذه المرحلة؟ وما هو تأثيرها على صحة الطفل النفسية؟
مرحلة إكتئاب ما بعد الولادة الأولى
من الطبيعي أن تخاف الأمهات من المرحلة الأولى ما بعد الولادة الأولى بإعتبارها فترة مليئة بالغموض، لكن قد تزداد درجات الخوف بشكل كبير عند غالبية النساء ويشعرن بالكآبة لإعتقادهن بعدم قدرتهن على الإهتمام بالطفل. في تعريفه يختلف إكتئاب ما بعد الولادة عن الكآبة النفسية، فهو نوع من الإكتئاب الذي يصيب 80% من الأمهات و 10% من الآباء الجدد في الفترات الأولى من ولادة الطفل الأول.
تشعر الأم بأنها غير مؤهلة للإعتناء بطفلها حديث الولادة وقد تصل إلى مرحلة الإستغناء عن حضانة طفلها لأهلها. لهذا القلق تأثير سلبي على ذاكرة الأم ويجعل كل مراحل نمو طفلها ضبابية غير قابلة للتذكر كخطواته الأولى، إبتسامته الأولى وغيرها العديد من مراحل نمو الطفل التي تسعى الأمهات إلى حفظها دائماً في صورة أو في دفتر ذكريات الطفل. يطلق أطباء النفس على هذه الحالة إسم إضطرابات المزاج في فترة الولادة لأنها تصيب النساء خلال فترة الولادة وبعدها.
علامات إكتئاب ما بعد الولادة الأولى
- تشير الدراسات إلى أن القلق هو من أهم علامات الإكتئاب ما بعد الولادة: القلق من أنكِ أم غير كفوؤة وقاسية، القلق من موت الطفل بسبب تصرفات خاطئة، القلق من سقوط طفلكِ أثناء الإستحمام، القلق من بكاء طفلكِ المتزايد. ويكون هذا القلق ناجم عن تخيلات لا يمكن السيطرة عليها
- اضطرابات في النوم حيث لا تتمكن الأم من النوم خلال فترات الليل أو في أوقات تتاح لها الفرصة للإستراحة وفي غالبية الأوقات يكون النوم متقطعاً.
- اضطرابات الأكل تقضي الأم أيام بدون أكل أو على العكس لا تتمكن من التوقف عن الأكل
- الشعور بالذنب لعدم القدرة على الإهتمام بالطفل
- البكاء المستمر لفترات طويلة
- عدم إحترام الأم لنفسها
- التعب المستمر
- صعوبة التعلق بالطفل
من الضروري تشخيص هذه الأعراض والعمل على علاجها، لأنها من الممكن أن تتفاقم وأن تستمر لسنوات. فعندما تشعر الأم بهذه الأعراض من الضروري أن تستشير طبيب مختص، صديقة أو أشخاص مقربين.
تأثير إكتئاب ما بعد الولادة الأولى على الطفل
- علاقة الطفل بأمه هي أول علاقة يمر بها الطفل منذ ولادته وتعطيه نظرة شاملة عن علاقاته المستقبلية. هي تؤثر على نموه في المجتمع. فقد أثبت دراسة بريطانية أن الأطفال الذين عانت والدتهم من إكتئاب ما بعد الولادة واجهوا مشاكل سلوكية في حياتهم الإجتماعية وتبين أنهم أقل ذكاءً من غيرهم
- بسبب الإكتئاب لن يتمكن الأهل من مواكبة نمو أطفالهم ومشاركتهم في ألعاب النمو والتخيل التي تعزز سلوكيات الطفل وتعزيز مهاراته التعلمية واللغوية
- تشير بعض الدراسات إلى أن الطفل البالغ من العمر سنتين ولا تزال أمه تعاني من إكتئاب ما بعد الولادة معرّض لأن يعاني من نفس الإكتئاب وسيقضي حياته مصاب بالعصبية، العدوانية، الفرط في الحركة وقد يلجأ إلى تعاطي المخدرات.
- يؤثر الإكتئاب على صحة الطفل، فيبطئ نموه
نصائح للأم
- إستمتعي بكافة تفاصيل تربية طفلكِ المتعبة والجميلة
- حاولي أن تعبري عن تعبكِ وإرهاقكِ بالطريقة الصحيحة.
- من الضروري أن تعبّري عن تعبكِ بدون وصف طفلكِ بصفة سلبية مثلا قولي أنا مرهقة بدلاً من أن تقولي طفلي متعب
- من المهم أن تعبري عن تعبكِ للأشخاص الإيجابيين والمحبين
- ليس من الضروري أن تنامي عندما ينام طفلكِ، إفعلي ما ترديه، إستمتعي بالقراءة، تصفح مواقع التواصل الإجتماعي وإذا شعرتي برغبة النوم نامي
- لا تخجلي من طلب المساعدة
- الشهور الأولى هي رحلة تعارف بينكِ وبين طفلكِ، ستتغيير الأمور نحو الأفضل مع مرور الوقت
اقرئي ايضا