لماذا نحتاج إلى العناق الآن ويُشعرنا بالرضا؟

لماذا نحتاج إلى العناق الآن ويُشعرنا بالرضا؟

محتويات

لن يكون لحياتنا معنى حقيقي من دون التعبير الصادق والحقيقي عن مشاعرنا. لذلك لا يمكن أن نجد أجمل من العناق الذي يُعتبر لغة صامتة، لكن صاخبة بالمشاعر والأحاسيس الحقيقية التي تُشعركِ بالدفء والطمأنينة. فيمكن للعناق أن يكون الرد المثالي على العديد من المواقف السعيدة والحزينة والصعبة والمعقدة أيضاً. أما اللافت فهو أنّ العديد من دراسات علم النفس قد أثبتت أنّ العناق قادر بالفعل على تحقيق تغيّرات على صعيد الصحة النفسية والجسدية. فلماذا نشعر أننا نحتاج إلى العناق الآن؟سنتعرف اليوم في هذا المقال إلى أسباب الشعور بالرضا عند العناق، وما هي أبرز فوائد العناق الصحية والنفسية.

 

أسباب الشعور بالرضا عند العناق

يعود السبب وراء الشعور بالرضا يعود إلى حاسة اللمس لدينا. ونتحدث هنا عن شعور بالغ الأهمية يسمح لكِ ليس فقط باستكشاف العالم من حولكِ جسدياً، ولكن أيضا للتواصل مع الآخرين من خلال إنشاء الروابط الاجتماعية والحفاظ عليها.

إذاً هنا من المهم أن تعرفي أنّ اللمس يتكوّن من نظامين مختلفين. الأول هو "اللمس السريع"، وهو نظام من الأعصاب يسمح لنا باكتشاف الاتصال بسرعة. والنظام الثاني هو "اللمس البطيء"، وهذه مجموعة من الأعصاب التي تسمى الوصلات اللمسية، والتي تعالج المعنى العاطفي للمس. وقد تطورت هذه الوصلات اللمسية بشكل أساسي لتصبح "أعصاب عناق" ويتم تنشيطها عادة عن طريق نوع محدد جدا من التحفيز: لمسة لطيفة على درجة حرارة الجلد، وهو النوع النموذجي للعناق. والجدير بالذكر هنا أننا نرى الوصلات اللمسية كمرحلة إدخال عصبية للإشارة إلى الجوانب المجزية والممتعة للتفاعلات الاجتماعية اللمسية مثل المعانقة واللمس. واللمس هو أول حاسة تبدأ العمل في الرحم (في الأسبوع الرابع عشر).

 

فوائد العناق المختلفة

 لقد أخذت دراسات علمية وجامعية العناق على محمل الجد، حيث أجرت اختبارات عديدة عن تأثير العناق في الصحة الجسدية والنفسية. إليكِ أبرز فوائد العناق التي يجب أن تعرفيها:

 

السعادة والراحة النفسية

تشير  الدراسات إلى أن العناق يجعل الجسم يفرز هرمون الأوكسيتوسين والإندورفين. والأوكسيتوسين هو هرمون السعادة والراحة النفسية. فإنّه يعزز الارتباط العاطفي الصحي والحميمية، وهو الأساس لعلاقة طويلة الأمد سعيدة وصحية. والجدير بالذكر أنّّ العناق يدعم إطلاق الإندورفين في مسارات المكافأة في الدماغ الشعور الفوري بالسعادة والرفاهية المستمدة من العناق أو المداعبة.

 

محاربة الألم

يقلل العناق من الألم، حيث أثبتت دراسات أجرتها جامعة نيويورك أن العناق من الممكن أن يخفف الآلام، فإذا كنتِ متعبة ومجهدة وحضنكِ شخص تحبيه، بالتأكيد ستشعرين بعدها أنكِ أفضل.

 

تحسين الدورة الدموية

يساهم العناق في تنشيط آليات عصبية وهرمونية محددة تقلل من نقل الأعصاب لمشاعر الألم. حيث تخفض تلك التغيرات ضغط الدم المرتفع وعلامات الإجهاد وتساعد على تحقيق التوازن بين أجهزة الجسم العصبية.

 

تقوية مناعة الجسم

من خلال الضغط البسيط الذي يحدث أثناء المعانقة على عظمة القص المتوسطة للقفص الصدري، تتحفز الغدة الصعترية التي تنظم وتوازن إنتاج الجسم لخلايا الدم البيضاء، الأمر الذي يرفع بدوره من مناعة الجسم ويحافظ على الصحة العقلية والبدنية. وأثبتت بعض الدراسات أنّ العناق يقلل بالفعل من فرص إصابة الشخص بالمرض. وحتى إن أصيب الشخص بالمرض قتظهر عليه درجات أقل حدة من الأعراض. والجدير بالذكر أنّ من خلال تنظيم هرموناتنا، بما في ذلك الأوكسيتوسين والكورتيزول، يمكن أن يؤثر اللمس والعناق أيضا على الاستجابة المناعية للجسم.

 

زيادة مشاعر السعادة

أكّد الكثير من الخبراء أن العناق هو صور جسدية للُّطف والرحمة، وهو طريقة مجرّبة وفعّالة لتحفيز مشاعر الفرح والحب والتفاؤل والتواصل. فالأشخاص الذين يتلقون عدداً من الأحضان خلال التعرض للمشاكل الشخصية فإنّهم يشعرون بمزيد من الإيجابية حيال الوضع السلبي الذين يمرون به.

 

تقليل الشعور بالوحدة

يقلل العناق من الشعور بالوحدة ويساهم في مكافحة المخاوف الداخلية وفي زيادة الثقة بالنفس. فقد أثبتت الدراسات أن اللمس والعناق يقللان من القلق والمخاوف التي يعاني منها الأشخاص الذين يعانون من الصورة المتضررة عن الذات. 

 

تحسين النوم

تساهم اللمسة اللطيفة في تنظيم النوم لأنها تُخفض مستويات هرمون الكورتيزول. والكورتيزول هو المنظم الرئيسي لدورة النوم والاستيقاظ لدينا ولكنه يزيد أيضا عندما نشعر بالتوتر. ولذلك تساهم مستويات التوتر المرتفعة في تأخير النوم وتسبب أنماط نوم متقطعة والأرق.

 

تداعيات إيجابية أخرى على الصحة

يتمتّع العناق بالكثير من التداعيات الإيجابية على الإنسان مثل: تخفيف ضغط الدم وسرعة دقات القلب.

 

إقرئي أيضاً:

كيف اكتشف موهبتي؟ 

scroll load icon