متلازمة ستوكهولم.. ماذا يحصل عندما تحب المرأة معنّفها وتقع ضحيّته؟

متلازمة ستوكهولم.. ماذا يحصل عندما تحب المرأة معنّفها وتقع ضحيّته؟

محتويات

غالباً ما نجد في جميع المجتمعات الشرقية والغربية تعلق النساء المعنفات بالجاني الذي هو الشريك المقابل، بدون أن نفهم ماهية هذه العلاقة وكيفية استمرارها. ولعل قضية روان بن حسين التي شغلت الرأي العام مؤخراً أبسط مثال على ذلك، خاصةً بعد أن خانها ونقل إليها عدوى بسبب معاشرة "نساء ليل" وطلبت منه الطلاق. فهل لمرض "متلازمة ستوكهولم" علاقة في استمرار علاقتهما؟

 

ما  هي متلازمة ستوكهولم؟

مصطلح ستوكهولم

هي ظاهرة نفسية تصيب الفرد عندما يتعاطف أو يتعاون مع عدوه أو مَن أساء إليه بشكل من الأشكال، أو يُظهر بعض علامات الولاء له مثل أن يتعاطف المُختَطَف مع المُختَطِف. وتسمى أيضاً برابطة الأَسْر أو الخطف، تصل لدرجة الدفاع عنه والتضامن معه. هذه المشاعر تعتبر بشكل عام غير منطقية ولا عقلانية في ضوء الخطر والمجازفة اللتين تتحملهما الضحية، ويمكن اعتبار متلازمة ستوكهولم كنوع من الارتباط الذي له علاقة بالصدمة، ولا يتطلب بالضرورة وجود حالة خطف، فهو ترابط عاطفي قوي يتكوّن بين شخصين أحدهما يضايق ويعتدي ويهدد ويضرب ويخيف الآخر بشكل متقطع ومتناوب.

 

متى يصبح تعاطف الضحية مرضيًا؟

تعاطف الضحية المرضي

لا يكون وصف الشخص أنه مصاب باضطراب «متلازمة ستوكهولم» حقيقيًا، إلا بعد أن تظهر عليه بعض العلامات مثل:

  • عندما يُظهر الشخص المُسيء قدرًا قليلًا من اللطف، مثل عدم قتل الضحية، فإن هذا يؤدي إلى زيادة الأمل عند الضحية، وقد يعتبر ذلك دليلًا على صداقة تجمعهما.
  • تبدأ الضحية في النظر إلى المُعتدي بشكل إيجابي، فيمكن أن تعتبر ما يفعله مصدرًا للسلامة والحماية، بدلًا من الضرر.
  • يتحول الأمر إلى وجود مشاعر سلبية عند الضحية تجاه الأسرة أو الأصدقاء الذين يحاولون دعمها وإخراجها مما هي فيه.
  • تسلك الضحية سلوكيات تهدف لدعم المعتدي عليه ومساعدته.

 

ما مسببات "متلازمة ستوكهولم"؟

مسببات متلازمة ستوكهولم

  • معظم الإساءات، حتى الإيذاء الشديد، غالبًا تكون بشكل متقطع، وهذا يعني أنها لا تحدث دائمًا في جميع أيام الأسبوع، والأشخاص المسيئين غالبًا ما يكونون شخصًا مساعدًا أو متعاونًا -حتى أنهم قد يكونون أناسًا محبوبين في أغلب الوقت. ومع ذلك، فإنهم لا يأخذون الكثير من سوء المعاملة لتسبب الكثير من الضرر لشخص ما.
  • مبدأ «التنافرالإدراكي-Cognitive Dissonance»، وهو مصطلح نفسي يشير لعدم الراحة التي يشعر بها معظم الناس عندما يواجهون معلومات تتناقض مع معتقداتهم أو قيمهم، فيقومون بتطوير أو تبني نوعًا جديدًا مختلفًا من الأفكار. مثال على ذلك: الزوجة التي اعتاد زوجها على ضربها، لكنها خائفة من الانفصال من أجل خوفها على الأطفال، فتشعر بعدم الراحة الشديدة بين الفكرتين المتضاربتين، فيطرأ عقلها إلى فكرة جديدة تمامًا وهي أن زوجها متوتر أو يشعر بالضغط هذه الأيام بسبب ظروف عمله؛ لذلك يقوم رغمًا عنه بضربها.
  • الغريزة الفطرية لمعظم الناس هي البقاء على قيد الحياة، لذلك قضايا الراحة والسلامة الشخصية في بعض الأحيان تأتي بشكل متأخر عن القضايا التي ينظر إليها على أنها «قضايا حياة أو موت»، وبالتالي وفي بعض الأحيان، فإن قدرة الشخص على التفكير بشكل موضوعي أو عقلاني أو منطقي يصبح مضاعفًا عندما تكون في وضع الكفاح للبقاء على قيد الحياة.

 

لماذا تتعلق الأنثى الضحية برجلها الجاني؟

تعلق الضحية بالجاني

1- الإستثمار العاطفي: عندما تشعر المرأة بأن لديها الكثر من المشاعر والدموع والقلق حول هذه العلاقة، فيبدو من المستحيل إنهاء هذه العلاقة.

2- الإستثمار الاجتماعي: أغلب النساء لديهن هاجس من تعليقات مجتمعن مثل "اياك والطلاق، حافظي على بيتك، اولادك أهم منك..." هذه الأمور وسيلة ضغط للرضوخ للجاني.

3- الإستثمار العائلي: إذا كان لديها أطفال، فإن الحسابات تكون مختلفة بالطبع خوفًا على الأطفال.

4- الإستثمار المادي أو الوضع الاجتماعي: الخوف من الخسارة المادية الناتجة عن الانفصال في حال كان الزوج متحك مادياً في العلاقة.

5- الإستثمار الحميمي: قد يفضل بعض الأشخاص البقاء في العلاقة المسيئة خوفًا من فقدان العلاقة الحميمية، أو خوفًا من نشر أسرار حميمية.

 

إقرئي أيضاً

مراسلة الحبيب منها.. عادات صباحية سيئة تجنّبيها ليومٍ أفضل

scroll load icon