هرمون التوتر... ماذا تعرفين عنه؟

هرمون الكورتيزول

في كل مرة تقلقين، تحزنين، تكتئبين أو تغضبين، تذكري دائماً أن ذلك يؤثر على هرموناتك، بخاصةٍ هرمون الكورتيزول، الملقّب بـ "هرمون التوتر"!

ما هو هرمون التوتر؟ كيف يؤثر على صحتك الجسدية والنفسية؟ وهل بإمكانك التحكم به؟

ما هو الكورتيزول؟

الكورتيزول هو هرمون ستيرويدي. ويفرز الجسم هرمون الكورتيزول بشكل طبيعي من خلال الغدة الكظرية إلى الدورة الدموية. ويلعب دوراً حيوياً في استجابة الجسم للتوتر والإجهاد. مما يجعله يعرف أيضاً بـ"هرمون التوتر". بالإضافة إلى ذلك فإنه يساهم في عمليات عدة في الجسم، مثل تنظيم ضغط الدم، واستقلاب الغلوكوز، وإفراز الأنسولين، والاستجابة الالتهابية، وغيرها من الوظائف الحيوية.

 

ماذا يحدث إذا انخفض أو ارتفع الكورتيزول في الجسم؟

إن عدم قدرة الجسم على إنتاج ما يكفي الكورتيزول، حالة تُعرف بداء أديسون أو الأزمة الكظرية الحادة. وينتج نقص هذا الهرمون في الجسم العديد من الأعراض، أبرزها الإرهاق والتعب الشديد، انخفاض ضغط الدم، الضعف العام، الدوار المفاجئ، فقدان الوعي والقيء.

لكن هناك بعض العوامل قد تؤدي إلى زيادة مستوى هرمون الكورتيزول في الجسم. وتعلمين ذلك من خلال ظهور أعراض عدة مثل زيادة الوزن، وغالباً حول منطقة الوسط وأعلى الظهر، واكتساب الوجه شكلاً مدوراً، ظهور الكدمات على الجلد بسهولة، تباطؤ عملية الشفاء، ضعف العضلات، ظهور حب الشباب، صعوبة التركيز، ارتفاع ضغط الدم، ترقق الجلد، احمرار الوجه، إرهاق شديد وصداع.

 

علاقة الكورتيزول والسمنة

تؤكد الدراسات أن هناك علاقة بين هرمون الكورتيزول وزيادة الوزن، عندما يكون مستوى هرمون الكورتيزول مرتفعاً بشكل مستمر، إذ يؤدي ذلك إلى زيادة رغبتنا في تناول الطعام بشكل مفرط. وقد تلاحظين ذلك عندما تشعرين بالتوتر، حيث يصعب عليك الالتزام بنظام غذائي صحي في هذه الأوقات.

 

الكورتيزول والدورة الشهرية

مما لا شك فيه أن التوتر يؤثر على الدورة الشهرية، وذلك بسبب التغيرات الهرمونية التي تحدث في الجسم. ومن المؤكد أن التوتر يزيد من مستويات الكورتيزول في الدم، الذي بدوره يؤثر على التوازن الطبيعي للهرمونات التناسلية في الجسم. ونتيجة لذلك، قد يحدث إباضة غير طبيعية أو انقطاع في الطمث، وقد يترتب على ذلك بعض النتائج السلبية للحمل مثل الولادة المبكرة.

 

الكورتيزول وصحتك النفسية

يؤدي ارتفاع مستويات الكورتيزول لفترات طويلة إلى تأثيرات سلبية على الصحة النفسية، مثل زيادة الشعور بالقلق والتوتر المستمر. كما يمكن أن يؤدي ارتفاع الكورتيزول المزمن إلى انخفاض مستويات السيروتونين، وهو هرمون السعادة، مما يزيد من خطر الاكتئاب. كذلك يؤثر الكورتيزول على دورة النوم والاستيقاظ، مما قد يؤدي إلى مشاكل في النوم مثل الأرق.

 

التحكم بهرمون الكورتيزول

إليك بعض النصائح والخطوات التي يمكن اتباعها للتحكم بمستوى الكورتيزول في جسمك، إذ جميعنا نُعاني من ارتفاع هرمون الكورتيزول أو نقصه بين الحين والآخر.

إولاً عليك الذهاب للنوم والاستيقاظ يومياً في الموعد ذاته وبدء نهارك مع شروق الشمس. تجنبي الكافيين والسكر والأطعمة المصنعة وتناولي الأطعمة الطبيعية. مارسي بعض الأنشطة التي تُساعد على الاسترخاء مثل التأمل. دلّلي نفسك واحصلي على مساج بشكل دوري ولو مرة كل شهر. وأنصحك باستشارة طبيبك بشأن تناول مكملات الفيتامين ب، لأنها تؤثر بشكل مباشر على هورمون التوتر.

ولكن، إذا لم تنفعك هذه الخطوات، قد يكون من الضروري استخدام الأدوية، وهنا عليك اللجوء الى الطبيب ليصف لك ما يناسبك.

scroll load icon