أسباب جعلتني أبحث عن شريك يُشبه والدي

أسباب جعلتني أبحث عن شريك يُشبه والدي

محتويات

لم تكن علاقتي بوالدي تقليدية على الإطلاق، فأثّر كثيراً في حياتي وبات حاضراً في كل تفاصيل تصرفاتي وأفكاري ومشاعري. فلقد وجدتُ فيه بالحقيقة كل ما أحلم به، وكل ما أريده في كل هذه الحياة. فرحتُ دوماً عندما كانوا يشبهوني بأبي، فهنا اختبرتُ حقاً كيف يُمكن لبطلٍ مثل أبي أن يُزهر في قلبي ويجتاحني اجتياحاً عظيماً

لطالما اعتبرتُ أبي بطلاً إستثنائياً في الحياة ومثالي الأعلى دائماً، ووعدته مراراً أنني لن أتزوّج إلا من رجلٍ يشبههُ من ناحية الأخلاق والتصرفات والحب والحنان غير المشروطين. أردتُ أن أنظر في عيون حبيبي وشريكي فأرى بهما أبي فقط. إنّه أبي الذي عشقته وفُتنتُ به وبقلبه وروحه.

 

ما هو السبب وراء هذا الخيار؟

  • في أغلب الأحيان يقع اختيار الفتاة على الرجل الذي يتشارك بصفات وسمات مع والدها. لذا يتساءل البعض بشأن السبب الكامن وراء هذه الانتقائية لرجل في حياتها يُشبه الأب.
  • يرى علماء النفس أن غالبية النساء بطريقة لا شعورية يقارنَّ الشخص الذي سيتزوجنه بآبائهن. لكن في أحيان أخرى لا ترغب الكثير من الفتيات في الارتباط بشخص يذكرهن بوالدهن. لذا تبحث هنا الفتاة بشكل مقصود عن شخص لا يشبه والدها في شيء.
  • في مرحلة الطفولة، يصبح الأب بمثابة الرجل المثالي لابنته. فترى الفتاة في والدها كل صفات الشجاعة، والقوة. فهو يعرف جيداً متى وكيف يساعدها. انطلاقاً من هنا، تترسخ في ذهن الفتاة فكرة أن كل السمات والسلوكيات المثالية تتجسد في والدها. وهذا بالتالي ما يدفعها إلى أن تفتش عن أب مستقبلي لأطفالها يتمتع بالسمات نفسها لوالدها. وفي هذه الأثناء، تفكر الفتاة فقط في ضرورة حصول طفلها على مشاعر الحب نفسها التي كانت تحظى بها من قبل والدها عندما كانت في عمر صغير. مع العلم أنّ هذا التشبث قد تدفع ثمنه، فتصبح فرص الفتاة محدودة في الارتباط بشخص يشبه والدها بالفعل.
  •  من الجهة الأخرى، ربطت دراسة برازيلية لمعهد باوليستا في مدينة ساو باولو، المتخصص بالدراسات الاجتماعية، تعلّق الفتاة بأبيها أو العكس بتصرفات الأب ومعاملته لأولاده، وتقدير أنّ الفتيات فيهن نقاط ضعف، وعندما تتزوج تحزن لأنها ستترك منزل هذا الأب لتعيش مع رجل آخر ربما لا يكون بمستوى العقل الناضج نفسه الذي يتمتع به أبوها.
  • في المقابل، أكدت هذه الدراسة أنّ العثور على رجل يشبه الأب يعتبر من المصاعب التي تعيق زواج فتيات كثيرات. فإنّهنّ يرفضن الزواج من رجال لا يملكون ولو جانباً من الشبه مع الأب. وفي هذا السياق، أظهرت هذه الدراسة أنّ حوالي 7% من النساء لا يتزوجن على الإطلاق ويرفضن حتى فكرة الزواج ما لم يكن الشريك المستقبلي يملك سمات متشابهة مع والدهن. وقد مثّلت هذه المشكلة نسبة 10% من حالات الطلاق. بمعنى آخر أن الفتاة تصاب بخيبة أمل كبيرة عندما تعثر على رجل تعتقد أنه سيعاملها كما كان والدها يعاملها.

 

لماذا أردتُ شريكاً يُشبه أبي؟

لم أكن أتخيّل يوماً أن أكون محظوظة لهذه الدرجة في أن أحصل على شخص يشبه أبي تماماً في كثيرٍ من الصفات التي أردتها، وبخاصة بعد فاجعة فقدانه. أمطرت السماء لي شريكاً أرجع لي روح أبي قليلاً، فقلّت وحدتي وزادني حناناً كنتُ بدأت أفتقده كثيراً بعد أن خسرتُ أجمل شخص في حياتي.

 

ما هي إذاً هذه الصفات والخصال التي يتشاركها الإثنان بالنسبة لي؟

 

  • امتلاك أكبر قلب في العالم.
  • منبع للأمان والحضن الذي لا يتوقف عن العطاء والحب.
  • قوة شخصية كبيرة ورجل المواقف الصعبة.
  • قدرة هائلة على حل المشاكل بطريقة صحيحة.
  • الجانب المتفائل الذي يساعدكِ على تحمّل مصاعب الحياة.
  • حب التطور والتقدم في الحياة والعمل الجاد فيها.
  • عدم التخلي عن مبادئه وكسب لقمة العيش بكرامة.
  • محبة كبيرة مزروعة لكل الناس في القلب ولا يغيّرها هذا الزمن.
  • الكرم من الناحية العاطفية والمادية أيضاً.
  • الاهتمام المتواصل وشعوري بأنني مدللة، تماماً كما كان والدي يعاملني.

 

لا شيء في الحياة يُعوّض خسارة الأب، وبخاصة في حال كان الأب حاضراً في كل تفاصيل الحياة والصديق المفضل للفتاة. يبقي الأب اوفى حبيب لابنته ولو أحبوها أهل الأرض جميعاً. ستبقى دائماً وأبداً خارقاً وقدوةً وألواناً لا تزول ونجماً مضيئاً يرفرف في سماء حياتي. وستظل روحاً تنبعث فينا وتشرق دائماً في عالمنا.
 
 
إقرئي أيضاً:
 
 
scroll load icon