ضبط النفس: أمر ضروري للعيش بسلام
من منا لا ينتابها الشعور بالغضب في حياتها اليومية؟ فالغضب شعور طبيعي لا بد منه في بعض المواقف والظروف، ولكنه قد يورطك أحيانًا في مشاكل أنت في غنى عنها في حال بالغت في رد فعلك. ومن هنا أهمية ضبط النفس التي تعد صفة أساسية لتفادي المشاكل العشوائية والمتكررة مع الناس سواء في عائلتك أو مهنتك أو المجتمع بشكل عام.
ضبط النفس: أمر ضروري للعيش بسلام
العديد من المواقف التي تمر معنا في حياتنا اليومية تجعلنا نغضب كثيراً، مع العلم أن الغضب يؤثر بشكل سلبي وكبير على الصحة الجسدية والصحة النفسية، لذلك لابد من التعرف على جميع الطرف بغية ضبط النفس، لأن ضبط النفس أمر ضروري جداً بهدف المحافظة على إستقرار العلاقات الاجتماعية.
وفي هذا الإطار، ما يعني ضبط النفس؟ وكيف يمكن تطبيقه في الحياة اليومية؟ إليك بعض النصائح.
ضبط النفس أو التحكم بالنفس هو قدرة الفرد على السيطرة على أفكاره وأقواله وأفعاله والتروي في أوقات الغضب أو في الظروف المستفزة أو الضاغطة. وهنا تجدر الإشارة إلى أن انفجار الغضب وعدم السيطرة على العواطف أو ردود الفعل أو الأقوال والأفعال من شأنه زيادة الطين بلّة وجعل الموقف أكثر سوءًا مما هو عليه، لذا لا بد من ضبط النفس، ولكن كيف؟ ضبط النفس والتحكم بالذات يكون من خلال الطرق التالية:
التنظيم الذاتي
أول خطوة في سبيل ضبط النفس هي التنظيم الذاتي، فيجب أن تكوني قادرة على تنظيم أموركِ الشخصية، وأفكاركِ، وطريقة تكلمكِ مع الأخرين، وهذا التنظيم الذاتي يُساعدكِ كثيراً على ضبط النفس لمنع الغضب الشديد، وبغية المحافظة على إستقرارا العلاقات الاجتماعية فكلما كنتِ قادرة على ضبط نفسكِ كلما كان ذلك أفضل لكِ وكلما كنتِ قادرة على المحافظة على علاقاتكِ الاجتماعية.
إستخدام الحيل العقلية
الحيل العقلية! ما المقصود بذلك؟ بهدف ضبط النفس والتحكم بالذات لابد من إستخدام بعض الحيل العقلية، أو المقصود بالإستراتجيات العقلية، وذلك من خلال تحويل مفهوم ومضمون بعض العبارات فبدلاً من القول أنني لا أستطيع التحكم بنفسي أثناء التحدث مع الأخرين إلى عبارة يمكنني ضبط نفسي والتحكم بذاتي فأنا قادرة على التفكير لثواني قبل قول أي كلمة.
ففي كل مرة نقول لنفسنا لا نستطيع ضبط سلوكياتنا فنحن بذلك نغرس بتفكيرنا أمور نكون نحن فعلاً قادرين على القيام بها فبدلاً من القول لا أستطيع إلى عبارة أنا أستطيع.
ربط السلوك بالأهداف
من الضروري دائماً في إطار ضبط النفس والتحكم بالذات الربط ما بين السلوك والأهداف، فيجب دائماً ربط فكرة ضبط النفس بأهدافنا، فالمسألتين مرتبطين ببعضهما البعض، لأن ضبط النفس والسلوك الجيد هو الطريق لتحقيق المزيد من النجاح على المستوى التعليمي وعلى المستوى العملي، فكلما كان سلوك المرء جيداً كلما كان ذلك أفضل له وخصوصًا لناحية تحقيق المزيد من النجاح والتقدم على صعيد العمل وعلى صعيد العلاقات الاجتماعية.
الوعي بالذات
ماذا نعني بعبارة الوعي بالذات؟ الوعي بالذات خطوة ضرورية وهامة جداً بغية ضبط النفس، فكلما كان المرء يتمتع بوعي ذاتي كبير كلما ذلك أفضل، ونقصد بالوعي بالذات أن تكون نفسنا هي الأولوية لدينا فلماذا الغضب والتسرع ؟ فعليكِ دائماً التفكير بنفسكِ قبل كل شيء لأن الإفراط في الغضب والتسرع في إتخاذ القرارات وإطلاق أحكام سريعة على الأخرين من شأنه أن يدمر الكثير من العلاقات الاجتماعية كما ويؤثر بشكل سلبي على النجاح في العمل وعلى النجاح في المجتمع وتحديداً لناحية بناء علاقات إجتماعية.
الإبتعاد عن الإجهاد الشديد
في إطار ضبط النفس وكيفية التحكم بالذات لا يمكننا أن ننسى عبارة أن لا شيء يستحق كل ذلك العناء والإجهاد والتعب النفسي والتوتر والقلق، فيجب بالتالي إعطاء جميع الأمور حجمها دون زيادة أو نقصان.
الطرق الأخرى
1- يمكنك ببساطة تفادي الغضب من خلال الابتعاد عنه، وبالتالي لن تضطري إلى ضبط نفسك حتى. إذا كنت تعرفين أنك امرأة سهلة الانفعال، فابتعدي قدر الإمكان عن المواقف التي تثير غضبك
2- حللي النتيجة قبل تفجير غضبك أو التلفظ بأقوال قد تندمين عليها لاحقًا. فكّري بينك وبين نفسك لثوان قبل الإقدام على فعل أو التلفط بكلمات يمكن أن تسبب المشاكل أو تعكّر الأجواء. إذا طلب منك زوجك مثلاً أمرًا معيًنا علمًا أنك لا ترغبين به وأنك ستنفذيه في كل الأحوال، فكوني ذكية وتجنّبي المشكلة من أساسها واعملي على ضبط نفسك
3- حاولي تفهم موقف الطرف الآخر من خلال وضع نفسك في مكانه، فقد يساعدك ذلك في ضبط ردود فعلك والعدول عن غضبك
4- افهمي ما يقصده الآخرون جيدًا قبل أن تجاوبي بطريقة انفعالية، ولا تتسرعي في الحكم على الناس بل انتظري توضيحًا منهم
5- مارسي رياضة تساعدك في الهدوء والتروي كاليوغا مثلاً
إنّ ضبط النفس لا يكون فقط في العلاقات، بل له وجوه وأشكال متنوعة، فقد يكون أيضًا في الحياة الجنسية أو في الإنفاق أو في الطعام أو غيرها. ولكنّ الجوهر واحد والنتيجة واحدة
اقرئي أيضاً: