علاج الخوف من الناس وكيفية التغلب عليه
إن الخوف شعور عادي يحسّ به كل إنسان، لكن الخوف من الناس تحديداً، ليس بالأمر العادي. إنه حالة نفسية يعاني منها الفرد، يصعب عليه أن يتفاعل أو أن يتحاور مع الآخرين. إن الخوف من الناس صعب ومخيف جداً، لذا، يجب علاج الخوف من الناس. فالفرد يخاف تحديداً من الأشخاص وليس من التعاطي معهم.
ينقسم الخوف من الناس إلى قسمين: الأنثروفوبيا، هو مرض نفسي، يخاف فيه المريض من التواصل مع الناس الذين لا يعرفهم أي الأشخاص الغريبة.أما الفوبيا، حين يعجز الفرد في التعامل مع الناس حتى لو كان يعرفهم. الجدير بالذكر، إن الشخص الذي يخاف الناس يشعر بالوحدة والاكتئاب وعدم الوفاء، ذلك طبعاً بسبب غياب العلاقات والتفاعلات الإجتماعية في حياته. تعرفي معنا إلى طرق علاج الخوف من الناس:
علاج الخوف من الناس
مواجهة الخوف
يجب عليكِ أن تتغلبي على هذا الخوف من الناس، بعبارة أخرى، عندما تكونين في مكان ما، يجب أن تفعلي العكس تماماً كتقديم نفسكِ أمام الآخرين والتحدث معهم. فذلك سيساعدك كثيراً. هذه العملية تسمى التعرض التدريجي للناس، من خلالها تتأقلمين في تعاملك مع الناس وبالتالي شيئاً فشيئاً، تتخلصين نهائياً من هذه الفوبيا.
تناول الأدوية
تناولي الأدوية المضادة للقلق والاكتئاب، سيفيدونك كثيراً لكن طبعاً استشيري طبيبك قبل تناولهم أو شرائهم حتى، لأن بعض الأدوية قد لا تكون آمنة لجميع الأشخاص.
في بعض الحالات، قد تكون الأدوية مفيدة في علاج اضطراب القلق الاجتماعي. يمكن أن تساعد الأدوية مثل مثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية (SSRIs) والبنزوديازيبينات في تقليل أعراض القلق، على الرغم من أنه يجب استخدامها تحت إشراف أخصائي الرعاية الصحية.
التمارين الرياضية
إن التمارين الرياضية وتمارين التنفس والتنويم المغناطيسي هم من أفضل الطرق التي تساعد في علاج الخوف من الناس. إنها تحدّ من ردود الفعل العاطفية والجسدية الناجمة عن الخوف وتساعدكِ في التكيف مع هذا الخوف. بمعنى آخر، كلما استرخيتِ ستحصلين على نتيجة أكثر.
العلاج السلوكي المعرفي (CBT)
العلاج السلوكي المعرفي هو نوع من العلاج يمكن أن يساعدك في تحديد وتغيير أنماط التفكير والسلوكيات السلبية التي تساهم في خوفك من الناس. من خلال العلاج السلوكي المعرفي، يمكنك تعلم تحدي الأفكار السلبية واستبدالها بأفكار أكثر إيجابية وواقعية، مما يساعدك على الشعور بمزيد من الثقة والتحكم في المواقف الاجتماعية.
علاج التعرض
علاج التعرض هو نوع من العلاج الذي يتضمن تعريض نفسك تدريجيًا للمواقف التي تسبب القلق في بيئة آمنة وخاضعة للسيطرة. من خلال العلاج بالتعرض، يمكنك تعلم إزالة حساسية نفسك من الخوف من الناس وبناء الثقة في المواقف الاجتماعية.
تنبيه الذهن التأمل
تأمل اليقظة هو أسلوب للاسترخاء يمكن أن يساعدك في تقليل التوتر والقلق. من خلال ممارسة تأمل اليقظة، يمكنك تعلم تركيز انتباهك على اللحظة الحالية وتطوير موقف أكثر إيجابية وقبولًا تجاه نفسك والآخرين.
رعاية ذاتية
تعتبر الرعاية الذاتية جزءًا أساسيًا من إدارة القلق والخوف. تتضمن بعض ممارسات الرعاية الذاتية التي يمكن أن تساعد في تقليل القلق ممارسة التمارين الرياضية بانتظام وتناول الطعام الصحي والحصول على قسط كافٍ من النوم والانخراط في الأنشطة التي تستمتعين بها.
تدعيم شبكة الاتصالات
يمكن أن يكون وجود شبكة دعم من الأصدقاء أو العائلة أو المعالج مفيدًا في إدارة اضطراب القلق الاجتماعي. يمكنهم تقديم الدعم العاطفي والتشجيع ومساعدتك في ممارسة مهارات جديدة.
أسباب الخوف من الناس
في ما يلي بعض الأسباب الشائعة التي قد تجعل الناس يشعرون بالخوف من الناس:
علم الوراثة
تشير الأبحاث إلى أنه قد يكون هناك مكون وراثي لاضطراب القلق الاجتماعي. قد يكون الأفراد الذين لديهم تاريخ عائلي من القلق أو اضطرابات المزاج أكثر عرضة للإصابة بالقلق الاجتماعي.
العوامل البيئية
يمكن أن تساهم التجارب الصادمة ، مثل التنمر أو المضايقة أو الإساءة، في تنمية القلق الاجتماعي. وبالمثل، فإن النمو في بيئة حرجة للغاية أو مفرطة في الحماية يمكن أن يساهم أيضًا في تطوير القلق الاجتماعي.
الصورة الذاتية السلبية
قد يكون الأفراد الذين لديهم صورة ذاتية سلبية، أو سوء تقدير للذات، أو ميل لمقارنة أنفسهم بالآخرين، أكثر عرضة للإصابة بالقلق الاجتماعي.
المبالغة في تقدير النتائج السلبية
غالبًا ما يبالغ الأفراد المصابون بالقلق الاجتماعي في تقدير النتائج السلبية للمواقف الاجتماعية، مما يؤدي إلى مشاعر الخوف والتجنب الشديدة.
التحيزات المعرفية
يمكن أن تساهم التحيزات المعرفية، مثل الانتباه الانتقائي للإشارات الاجتماعية السلبية، في تطور القلق الاجتماعي.
نقص المهارات الاجتماعية
الأفراد الذين يعانون من المهارات الاجتماعية أو يشعرون بعدم اليقين بشأن كيفية التفاعل مع الآخرين قد يكونون أكثر عرضة لتجربة القلق الاجتماعي.
حالات الصحة العقلية الأخرى
قد يترافق القلق الاجتماعي مع حالات الصحة العقلية الأخرى، مثل الاكتئاب، أو اضطراب الوسواس القهري (OCD)، أو اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD).
بعبارة أخيرة، لقد استفادت معظم النساء اللواتي جربن علاج الخوف من الناس، لكن ذلك يعتمد دائماً على المرحلة التي يتم اكتشاف الخوف فيها. كلما كان الكشف عنه باكراً، سيكون العلاج قصيراً، أما إذا كان الخوف في مرحلة متقدمة، سيستغرق المزيد من الوقت وعدة جلسات، يتمّ من خلالها تعليم المريض كيف يستبدل أفكار الخوف بأخرى إيجابية. لذا إذا كنت أنت من بين تلك النساء لا تتأخري في الذهاب لطبيبك فكلنا عُرضة لهكذا حالات.
اقرئي أيضاً: