هل الملل مرض نفسي أم لا؟

هل الملل مرض نفسي أم لا؟

محتويات

الأوضاع الاقتصادية والسياسية التي نعيشها باتت تنعكس بصورة مباشرة على حياتنا اليومية، العديد من الأشخاص يتذمّرون نتيجة الشعور بالملل والضيق والشكوى من رتابة الحياة، وتتكرّر عبارات "أشعر بالملل، لا يوجد ما يحفزني لإنجاز الأعمال، لا أجد متعة عند القيام بأي نشاط، أشعر بالكسل الشديد وعدم الرغبة في عمل أي شيء، متى سينتهي هذا الشعور؟.." وغيرها.

فهل الملل مرض نفسي؟ يحاول الكثير معرفة سبب هذا الشعور السلبي، وإن كان هذا الشعور طبيعيًا أم مرضيًا، وما الذي يمكن أن يفعله الشخص للتخلص من هذا الشعور؟

 

من المعرضون للشعور بالملل؟

يعاني الجميع تقريبًا الملل من وقت لآخر، وقد تتفوق بعض الفئات العمرية في الشعور بالملل عن غيرها. إذ يعاني المراهقون الملل كثيرًا على الرغم من منحهم الحرية في اختيار أفعالهم خلال أوقات فراغهم، بسبب التغيرات السريعة في اهتماماتهم وتشتت تفكيرهم، فهم ما يزالون يكتشفون ذواتهم، وعدم القدرة على توجيه تركيزهم إلى أمر معين يشعرهم بالملل.

فالملل والرتابة من أكثر الحالات النفسية التي ترافق الشخص في الحياة لأسباب كثيرة، ما يؤثر سلبًا عليه وعلى المحيطين. ويتساءل العديد من الأشخاص حول هل الملل مرض نفسي أم لا.. فإليكِ الإجابة في ما يلي.

 

ما الذي يسمح للملل بالتسلل إلى حياتك؟

يعدّ الملل من المشاعر الشائعة التي تنتاب العديد من الناس، إذ يصاب الشخص بالملل عندما يفقد الشغف عن نشاط معين فلا يهتم به، وقد يحدث الملل حين تكون مفعمًا بالحيوية ولا تجد مكانًا توجه إليه طاقتك، وكذلك عندما يصعب عليك التركيز في أداء أي عمل أو مهمة. تنتشر الشكوى من الملل بين الأطفال والمراهقين، إذ يعانون الملل عندما لا يشعرون بالراحة في التعامل مع أفكارهم أو مشاعرهم. ومن أسباب الملل:

  • إذا كان الشخص ليس لديه أهداف أو أن أهدافه في الحياة صعبة جدًا، فإن عليه إعادة التفكير حول أهدافه ومنح نفسه أهدافًا مفيدة تجعله يشعر بالحماس في سبيل تحقيقها.
  • عندما تكون أهداف الشخص كبيرة وصعبة وبعيدة المنال، سيجد الشخص أن مهمته في تتبعها صعبة جدًا، ويبدأ بالنظر إليها على أنها مملة وسيؤجلها، لذلك من المهم أن يضع كل شخص أهدافًا واقعية لنفسه.
  • إن الكثير من الناس متورطون في المهام والأعمال المنزلية اليومية لدرجة أنهم لا يعيشون حياتهم من أجل أنفسهم، وأداء الواجبات والالتزامات دون جني أي متعة حقيقية منها هو واحد من أسباب الملل.
  • إن الاستمرار بفعل نفس الأشياء القديمة وتوقع الاستمتاع بها إلى الأبد هو واحد من أسباب تسلل الملل إلى الشخص، فعلى الشخص أن يبتعد عن وضعه الحالي ويجرب أشياء مختلفة مثل رياضة جديدة أو ممارسة هواية لديه.
  • يجب أن نعود أنفسنا على العيش في شتى الظروف، هذا يعتبر دافعاً لا يسمح للملل بالتسلل إلى حياتك، أما البيئة الوحيدة التي ترتاحين فيها والبقاء في إطارها وقتاً طويلاً قد يدخل الملل إلى حياتك.
  • من لا يهتم ولا يبحث عن فرص جديدة سيجد نفسه يوماً عرضة لتسلل الملل إلى حياته بشكل مفاجئ أو بالتدريج، وعندها ربما يكون قد فقد العديد من الفرص الجيدة التي أتيحت له أو لها، ويبدأ الصراع من أجل التخلص من الملل وما ينجم عنه من مساوئ، وعلى رأس ذلك تحول الملل إلى اكتئاب لعين.

 

 

هل الملل مرض نفسي؟

العديد من الأشخاص يتساءلون هل الملل مرض نفسي أم لا؟، إنّ الملل هو استجابة طبيعية لبعض المواقف، على الرغم من عدم وجود اختبارات لتشخيص الملل، فإن استمرار الملل طويلًا أو حدوثه تكرارًا قد يكون علامةً على الإصابة بالاكتئاب.

وهناك بعض التصرفات التي يجب الانتباه إليها وتدل على أنك تتعامل مع مريض نفسي:

  • وجدت دراسة أن الأشخاص الذين يميلون إلى الأطعمة والمشروبات المرة لديهم ميول نفسية غير سوية، وأنهم قد يفكرون فى إيذاء الآخرين.
  • من الطبيعي إذا كان هناك شخص يتثاؤب فإنك ستشعر بالنعاس، ووجدت دراسة حديثة أن الأشخاص الذين لا يتأثرون بالتثاؤب هم أكثر عرضة للإصابة بالاعتلال النفسي.
  • تشير الأبحاث إلى أن الرجال الذين ينشرون الكثير من الصور السيلفي على مواقع التواصل الاجتماعي، أكثر عرضة للإصابة بالأمراض النفسية، خاصة ارتفاع الأنا والنرجسية وحب الذات.
  • الجميع يبحث عن الإثارة فى حضور حفلة لفنان مشهور أو السفر إلى الخارج، المرضى النفسيون أيضا يميلون إلى الإثارة طول الوقت لأنهم غالبا يشعرون بالملل، فيبدأون فى البحث عن أشياء جيدة مهما كانت تمثل خطرا على حياتهم أو حياة الآخرين.
  • بعض المرضى النفسيين يجدون صعوبة في الحفاظ على الروتين أو تنفيذ الأشياء خلال جدول زمني معين، لذلك غالبًا لا يستطيعون الوفاء بالتزامات العمل، أو اللقاءات الأسرية.
  • المصاب بالاعتلال النفسي يميل إلى العلاقات قصيرة الأجل، وقد نمزح مع بعضنا بسبب تلك العلاقة القصيرة لكن هذه الطريقة تسبب التعاسة على المدى الطويل.

 

إجراءات الوقاية

  • تسجيل الظروف والملابسات التي تدعو إلى الملل، والانتباه إلى الوقت والمكان والأنشطة المسببة للملل، ما يمكن أن يساعد على تجنبها، والاستعداد إلى مواجهة الملل تجاه هذه الأشياء في المستقبل.
  • عمل مهام تحفيزية بشكل أكبر يمكن إضافتها للروتين اليومي وتحديد وقت لها.
  • تقسيم المهام الكبيرة إلى مهام أصغر والتخطيط لأدائها مع تخصيص وقت للراحة والمكافأة تجنبًا للشعور بالملل.
  • عمل قائمة بالأنشطة التي يمكن أن تحارب الملل، أما إذا كان الطفل يعاني من هذه الحالة، فيمكن مشاركته في إعداد تلك القائمة سويًا.
  • عمل بيئة خاصة مع الأسرة للقيام بأنشطة متنوعة ومسلية.

 

اقرئي أيضًا:

هل الرهاب الاجتماعي مرض نفسي؟

هل القلق يسبب ألم في اليد اليسرى؟

الخوف من موت شخص عزيز

طرق علاج اضطرابات الأكل النفسية

scroll load icon