هل المشي بعد الاكل مضر؟
هل المشي بعد الاكل مضر؟ المشي بعد الأكل موضوع أثار الكثير من الجدل والارتباك على مر السنين. يعتقد الكثير من الناس أن ممارسة النشاط البدني فور تناول الوجبة يُمكن أن يكون ضارًا بالجهاز الهضمي. ومع ذلك، فإنَّ هذا الاعتقاد لا تدعمه الأدلة العلمية، وفي الواقع يُمكن أن يكون المشي بعد الأكل مفيدًا للهضم والصحة العامة.
هل المشي بعد الاكل مضر؟
فكرة أن المشي بعد الأكل ضار هي خرافة شائعة استمرت لسنوات. يُعتقد أنه بعد تناول الوجبة يحتاج الجسم إلى تركيز موارده على هضم الطعام، وأي نشاط بدني سيحول هذه الموارد بعيدًا عن الهضم مما يُؤدّي إلى مشاكل في الجهاز الهضمي أو حتى مشاكل صحية أكثر خطورة. فـ هل المشي بعد الاكل مضر؟
أولاً، من المهم فهم العملية الهضمية. عندما نأكل ينتقل الطعام من الفم إلى المعدة حيثُ يتم مزجه مع الإنزيمات الهاضمة والحمض لتفتيته إلى قطع أصغر. من هناك ينتقل إلى الأمعاء الدقيقة حيثُ يتم امتصاص العناصر الغذائية في مجرى الدم. تستغرق عملية الهضم عدة ساعات، وخلال هذا الوقت يقوم الجسم باستمرار بتكسير الطعام وامتصاص العناصر الغذائية.
على عكس الأسطورة فإنَّ المشي بعد الأكل لا يحول الموارد بعيدًا عن الهضم. في الواقع، يُمكن أن يُساعد النشاط البدني على تحفيز الهضم عن طريق زيادة تدفق الدم إلى الجهاز الهضمي. يُؤدّي زيادة تدفق الدم إلى زيادة الأكسجين والمواد المغذية إلى أعضاء الجهاز الهضمي مما يُساعدها على العمل بكفاءة أكبر. بالإضافة إلى ذلك، يُمكن أن يُساعد المشي على منع الإمساك من خلال تعزيز حركة الطعام عبر الجهاز الهضمي.
في حين أن المشي بعد الأكل بشكل عام آمن ومفيد، إلا أنَّ هناك بعض الاحتياطات التي يجب اتخاذها. على سبيل المثال، من المهم الانتظار لمدة 30 دقيقة على الأقل بعد تناول الطعام قبل الانخراط في أي نشاط بدني شاق، مثل الجري أو رفع الأثقال. وذلك لأن التمارين القوية يُمكن أن تحوّل تدفق الدم بعيدًا عن الجهاز الهضمي مما يُؤدّي إلى مشاكل في الجهاز الهضمي. بالإضافة إلى ذلك، من المهم الاستماع إلى جسدكِ وعدم الضغط على نفسكِ بشدة. إذا شعرتِ بعدم الراحة أو الألم أثناء المشي بعد الأكل فمن المهم التوقف والراحة.
ما هي فوائد المشي بعد الأكل؟
المشي هو تمرين هوائي منخفض التأثير يُمكن أن يقوم به الأشخاص من جميع الأعمار ومستويات اللياقة البدنية. له العديد من الفوائد الصحية: فقدان الوزن، تحسين صحة القلب والأوعية الدموية، تقليل مخاطر الإصابة بالأمراض المزمنة مثل السكري وأمراض القلب والسكتة الدماغية. يُمكن أن يُوفّر المشي بعد الأكل على وجه الخصوص العديد من الفوائد الإضافية. في ما يلي فوائد المشي بعد الأكل:
يُحسّن الهضم
يُساعد المشي بعد الأكل في تحسين عملية الهضم عن طريق تحفيز حركة الطعام عبر الجهاز الهضمي. عندما نمشي تنقبض عضلات البطن والأمعاء مما يُساعد على تحريك الطعام ومنع الإمساك. يزيد المشي أيضًا من تدفق الدم إلى أعضاء الجهاز الهضمي مما يُساعد على تعزيز إفراز إنزيمات الجهاز الهضمي وتحسين امتصاص العناصر الغذائية.
تنظيم سكر الدم
قد يُساعد المشي بعد الأكل أيضًا في تنظيم مستويات السكر في الدم. بعد الوجبة يُمكن أن ترتفع مستويات السكر في الدم، خاصة إذا كانت الوجبة غنية بالكربوهيدرات. يُمكن أن يُساعد المشي بعد الأكل على خفض مستويات السكر في الدم عن طريق تعزيز امتصاص العضلات للجلوكوز. هذا مفيدًا بشكل خاص للأشخاص المصابين بداء السكري حيثُ وجدت دراسة نشرت عام 2013 في مجلة Diabetes Care أن المشي لمدة 15 دقيقة بعد كل وجبة كان أكثر فعالية في خفض مستويات السكر في الدم لدى الأشخاص المصابين بداء السكري من النوع 2 من المشي لمدة 45 دقيقة.
إنقاص الوزن
يُساعد المشي بعد الأكل أيضًا في إنقاص الوزن عن طريق زيادة عدد السعرات الحرارية المحروقة. يُمكن أن يُساعد المشي لمدة 30 دقيقة فقط بعد الوجبة في حرق السعرات الحرارية الزائدة ومنع تخزينها على شكل دهون. بالإضافة إلى ذلك، يُمكن أن يُساعد المشي في الحد من الرغبة الشديدة في تناول الطعام وتقليل الشهية مما يُسهّل الالتزام بنظام غذائي صحي.
يُحسّن صحة القلب
ما هي فوائد المشي للقلب؟ يُساعد المشي بعد الأكل في تحسين صحة القلب عن طريق تقليل مخاطر الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية. يُمكن أن تُساعد التمارين المنتظمة، بما في ذلك المشي في خفض ضغط الدم، وتحسين مستويات الكوليسترول، وتقليل الالتهاب في الجسم. وجدت دراسة نشرت عام 2019 في مجلة جمعية القلب أن المشي بعد الوجبات يرتبط بانخفاض خطر الإصابة بأمراض القلب لدى النساء الأكبر سنًا.
يُعزز مستويات الطاقة
يُمكن أن يُساعد المشي بعد الأكل في تعزيز مستويات الطاقة وتقليل التعب. تُحفّز التمارين على إنتاج الإندورفين، وهي وهي مواد كيميائية طبيعية ينتجها الجسم أثناء التمرين تُساعد على الشعور بالسعادة ويُمكنها تحسين المزاج ومستويات الطاقة. بالإضافة إلى ذلك، يُمكن أن يُساعد المشي على زيادة تدفق الدم إلى العضلات مما يُساعد على تقليل التيبس وتحسين الحركة.
يُحسّن نوعية النوم
تُساعد التمارين الرياضية في تقليل التوتر والقلق اللذين يُمكن أن يعوقا النوم. بالإضافة إلى ذلك، يُمكن أن يُساعد المشي في تنظيم إيقاع الساعة البيولوجية، وهي ساعة الجسم الداخلية التي تتحكّم في دورات النوم والاستيقاظ.
يُعزز الوضوح العقلي
يُمكن أن يُساعد المشي بعد الأكل في تعزيز الوضوح العقلي وتحسين الوظيفة الإدراكية. تُساعد التمارين على زيادة تدفق الدم إلى الدماغ مما يُحسّن التركيز والذاكرة. بالإضافة إلى ذلك، يُساعد المشي في الطبيعة في تقليل التوتر وتحسين الحالة المزاجية مما قد يُؤدّي أيضًا إلى تحسين الوضوح العقلي.
اقرئي أيضًا: