احلام اليقظة هل هي مرض نفسي؟
محتويات
أحلام اليقظة عبارة عن مظهر لنشاط عقلي ذي طابع نفسي واجتماعي، وهذا النشاط عبارة عن وسيلة يلجأ إليها الفرد هارباً من الواقع الذي هو فيه من أجل إشباع رغبات وميول يعجز عن تحقيقها في عالم الواقع. لكن احلام اليقظة هل هي مرض نفسي؟ إليك الاجابة مع يومياتي في ما يلي.
احلام اليقظة هل هي مرض نفسي؟
أحلام اليقظة عبارة عن استجابات بديلة للاستجابات الواقعية، فإذا لم يجد الفرد وسيلة لإشباع دوافعه في الواقع فإنه قد يحقق إشباعه جزئيًا عن طريق التخيل وأحلام اليقظة، وبذلك يخف القلق والتوتر المرتبط بدوافعه. حسب دكتور الأمراض النفسية والعصبية علي شلش.
ويضيف، أحلام اليقظة ليس من الشرط أن تكون مرضًا نفسيًا، ولكن من الممكن أن تحدث للشباب والمراهقين، ولكن بصورة معتدلة ومعقولة.
ولكن بعض الشخصيات مثل الشخصيات المنطوية والمنعزلة يكون لديها خيال واسع وتقضي وقتًا طويلًا في أحلام اليقظة، وهذا بسبب ما يعانيه من اضطراب نفسي في الشخصية، وهذا راجع إلى عدم قدرته على تحقيق أهدافه، ورغباته، فيقوم بتحقيقها في خياله، أو يكون من أجل الهروب من الواقع الذي يعيشه.
لذا احلام اليقظة هل هي مرض نفسي؟ يوضح شلش أن أحلام اليقظة ليست مرضًا نفسيًا، بمعنى الكلمة، وينصح المريض بضرورة استشارة الطبيب والحديث معه دون خجل، لقيام الطبيب بتحديد هل هذا الأمر عادى أم مرضى، بالإضافة لضرورة محاولة المريض التواصل مع المجتمع والانخراط فيه، ومحاولة التقرّب من أهله وأقاربه وأصدقائه المقربين، والابتعاد عن الخجل في الحديث معهم.
العلاقة بين أحلام اليقظة والأمراض النفسية
قد يتخيل الإنسان أنه متواجد في مكان محبب لقلبه، ومع الأشخاص الذين يود لقائهم، فيشعر بالسعادة، وهو ما يسمى بأحلام اليقظة والذي قد يتطور إلى مرض نفسي يحتاج لعلاج.
إن الدماغ يعمل على تحقيق الرغبات إن لم يكن عن طريق الواقع فعن طريق الأحلام، فمثلاً يحلم الطفل بأنه يركب عجلة التي وعده والده بشرائها، أو أن يحلم الشاب أنه تزوج بالفتاة التي يحبها، أو أنه يحصل على حقه من شخص ظلمه، الطالب الذي لا يستطيع التركيز في محاضراته ومذاكرته وتجده شارد الذهن لساعات طويلة، وربما يذاكر ولا يتذكر شيئًا ما يؤدي إلى تدني مستواه الدراسي، والموظف الذي يقصر في عمله لكثرة شروده وربما يخسر وظيفته. وغيرها من الأحلام التي يرغب الإنسان أن تتحقق في الواقع والتي يحققها له الدماغ عن طريق الحلم.
وتجربة حلم اليقظة يعيشها الإنسان ليس بالأفكار فقط بل بالشعور والسلوك أيضًا، فقد يبتسم ويتحسن مزاجه ويظهر ذلك على تعبيرات وجهه، وقد ينطق أحيانًا ببعض الكلمات التي يعيشها في الحلم أو يحرك يده أثناء تفاعله مع الحلم، وأحلام اليقظة، هي نافعة ومفيدة مالم تزد عن الحد فتؤثر سلبًا على الشخص.
ربما يزداد الأمر مع بعض الحالات التي تصاحبها أعراض نفسية لإضطرابات مثل الاكتئاب والقلق، وتعكر حياته وهنا يستلزم الأمر الدواء لأنه أصبح سجين أحلام اليقظة ويحتاج لبعض جلسات العلاج النفسي للتعامل مع المشكلة ليعود للعيش في الواقع، ففي الكثير من الأحيان قد تشبه الأفكار الوسواسية الاستغراق في أحلام اليقظة.
الإفراط في أحلام اليقظة والأمراض النفسية
يمكن القول إن بعض الأمراض النفسية تنطوي على أنماط تفكير سلبية لا يمكن التحكم بها، والتي قد تشمل القدرات على التخيل أيضاً، والأمر الذي ينطبق على الإفراط في أحلام اليقظة، الذي قد يدل على وجود مرض نفسي مثل الاكتئاب أو القلق أو اضطراب فرط النشاط ونقص الانتباه أو غيرها، حيث يعتمد سبب حدوث أحلام اليقظة، ومحتواها، ومدى تكرارها وشدتها على الحالة النفسية.
مع ذلك، يجدر التنبيه إلى أن الاستغراق في أحلام اليقظة لا يعني دائما الإصابة بمرض نفسي، وفقط الإفراط في الأمر قد يكون عرض واحد ضمن أعراض عديدة تشخص وتؤكد وجود مرض نفسي، وللأسف لا يوجد تعريف واضح للحدود الطبيعية لأحلام اليقظة، أو بعبارة أخرى لا يمكن تحديد مدى اعتبار الاستغراق بأحلام اليقظة مفرطاً أو زائداً عن اللزوم. لذا فإن الطريقة الأفضل لمعرفة إذا ما كانت أحلام اليقظة علامة دالة على وجود مرض نفسي هي إدراك سمات أحلام اليقظة لدى الإصابة بمرض نفسي.
ويمكن القول إن بعض الأمراض النفسية تنطوي على أنماط تفكير سلبية لا يمكن التحكم بها، والتي قد تشمل القدرات على التخيل أيضاً، والأمر الذي ينطبق على الإفراط في أحلام اليقظة، الذي قد يدل على وجود مرض نفسي مثل الاكتئاب أو القلق أو اضطراب فرط النشاط ونقص الانتباه أو غيرها، حيث يعتمد سبب حدوث أحلام اليقظة، ومحتواها، ومدى تكرارها وشدتها على الحالة النفسية.
بعض النصائح لأحلام اليقظة المرتبطة بسوء التأقلم والتكيف
- تأمين الاستقرار النفسي في جو الأسرة.
- حل المشاكل التي تعترض المراهقين.
- تعزيز الثقة بالنفس.
- التوجيه نحو العمل الخلاّق وزرع بذور النجاح والتفوق والثقة في النفس.
- كشف الاضطرابات النفسية باكراً وعلاجها قبل فوات الأوان.
- التواصل مع الآخرين والمشاركة في النشاطات المختلفة المدرسية والاجتماعية والرياضية والثقافية.
أمّا في ما يخص الأطفال فيوصى بالآتي:
- شغل أوقات الفراغ عندهم وتنمية هواياتهم المفضلة.
- تعزيز قدراتهم وحضّهم على العمل والمثابرة والنجاح والتفوق.
- كشف الاضطرابات النفسية وعلاجها في الوقت المناسب.
اقرئي أيضًا: