هل يتحول المرض النفسي إلى مرض عقلي؟
محتويات
إنّ الواقع الجديد المتمثل في الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية والعمل عن بعد والبطالة المؤقتة وتعليم الأطفال في المنزل وغياب الاتصال المباشر مع أفراد الأسرة الآخرين والأصدقاء والزملاء يتطلب بعض الوقت. والتكيّف مع هذه التغيرات في نمط الحياة، والشعور بالقلق يمثل تحديًا لنا جميعًا، وقد تكون هذه الظروف صعبة بالنسبة للأشخاص المصابين باعتلالات الصحة النفسية بشكل خاص. حسب منظمة الصحة العالمية. لكن هل يتحول المرض النفسي إلى مرض عقلي؟
الفرق بين المرض النفسي والعقلي
يشير المرض النفسي، الذي يُطلَق عليه أيضًا اضطرابات الصحة العقلية، إلى مجموعة كبيرة من أمراض الصحة النفسية وهي اضطرابات تؤثر على مزاجك وتفكيرك وسلوكك.
من أمثلة الأمراض النفسية: الاكتئاب، واضطرابات القلق، والفصام، واضطراب الشهية والسلوكيات التي تسبِّب الإدمان.
يتعرَّض الكثير من الأشخاص لمشكلات تَتعلق بالصحة العقلية من وقت لآخر. ولكن يصبح القلق المتعلق بالصحة العقلية مرضًا نفسيًّا عندما تسبب العلامات والأعراض المستمرة إجهادًا متكررًا، وتؤثر على قدرتك على العمل.
يمكن أن يجعلك المرض النفسي بائسًا، ويمكن أن يسبب مشكلات في حياتك اليومية، مثل المدرسة أو العمل، أو في علاقاتك بالأشخاص الآخرين. في معظم الحالات، يمكن التعامل مع الأعراض من خلال مجموعة من الأدوية والعلاج بالكلام (العلاج النفسي).
الفرق بين المرض النفسي والعقلي من حيث العلاج يظهر في كون المرض النفسي قابل للعلاج النهائي والتام مادام في مراحله الأولي، أما علاج المرض العقلي فيحتاج إلي عوامل عدة من أجل الوصول بالمريض إلي مرحلة العلاج وأولها هي علاج العرض والمرض عن طريق التقليل من محفزاته، ثم يأتي بعدها مرحلة العلاج الدوائي بمضادات الذهان
التشخيص هو أولى المراحل الحيوية لعلاج أي شخص يعاني من نوبة تتعلق بالصحة النفسية، وفي ظل تعقد الأعراض قد يتداخل التشخيص لاضطرابات مختلفة، ومن الخطير وضع افتراضات للتشخيصات دون استنادها لأدلة تقييمية لأن ما يحدث للمرضى يمكن أن يسوء في أي لحظة.
أسباب المرض العقلي
يُعتقد أن الأمراض العقلية، بشكل عام، ناجمة عن مجموعة متنوعة من العوامل الوراثية والبيئية:
- الخصائص الوراثية: يعد المرض العقلي أكثر شيوعًا لدى الأشخاص الذين لديهم أقارب بالولادة مصابين بمرض عقلي. قد تزيد بعض الجينات من خطر الإصابة بمرض عقلي، وقد يؤدي نمط حياتك إلى ذلك.
- التعرض البيئي قبل الولادة: إن التعرض للضغوط البيئية أو حالات الالتهاب أو السموم أو الكحول أو المخدرات أثناء وجوده في الرحم يمكن أن يرتبط أحيانًا بمرض عقلي.
- كيمياء الدماغ: النواقل العصبية هي مواد كيميائية توجد بصورة طبيعية في الدماغ، وتَحمِل الإشارات للأجزاء الأخرى من الدماغ والجسم. عند ضعف الشبكات العصبية التي تحتوي على هذه المواد الكيميائية، تتغير وظيفة مستقبلات الأعصاب وأنظمة الأعصاب؛ مما يؤدي إلى الاكتئاب والاضطرابات العاطفية الأخرى.
هل يتحول المرض النفسي إلى مرض عقلي؟
إذا تساءلت يومًا "هل يتحول المرض النفسي إلى مرض عقلي"، فالإجابة نعم قد يتحول المرض النفسي إلى مرض عقلي وذلك في حالة الادمان الذي لا يتم علاجه، وكذلك في حالات المرض النفسي الشديدة والتي بدورها تؤدي إلي ظهور إضطرابات ذهنية شديدة تصيب الشخص بجنون العظمة.
وفي الواقع بعض الأعراض الذهانية كالهلاوس والضلالات والتهيؤات قد تحدث في حال إهمال بعض الأمراض النفسية الأخرى كالاكتئاب على سبيل المثال.
يختلف المرض العقلي كليًا عن المرض النفسي، ولكن في حال عدم السيطرة على المرض النفسي وعلاجه مثل مرض الاكتئاب والوسواس القهري، فمن الممكن أن يتحول إلى مرض عقلي، وقد أشار أطباء الصحة النفسية إلى أن هذا التحول يحدث في حالات قليلة جدًا، عندما يصل المريض إلى مرحلة متأخرة من المرض النفسي وقد تضرر عقله بدرجة كبيرة دون تلقي العلاج.
لا يعد التدخل ضروريًا فقط لمنع تقدم المرض العقلي أو الحدّ من تطوره، ولكن كذلك لتحسين الصحة العقلية والبدنية للشخص، لذلك نحن في حاجة إلى مزيد من التوعية والفحص، والاهتمام بثقافة الأفراد بخصوص المرض النفسي، وتوضيح الفرق بينه وبين المرض العقلي كما سنعرف فيما يلي.
الأعراض
العلامات والأعراض التي تتعلق بالمرض العقلي يمكن أن تختلف وتتباين استنادا إلى الاضطراب والملابسات وعوامل أخرى. يمكن أن تؤثِّر أعراض المرض العقلي على المشاعر والأفكار والسلوكيات.
- الشعور بالحزن أو الكآبة
- التفكير المشوَّش وضعف القدرة على التركيز
- المخاوف الشديدة أو القلق أو الإفراط في الشعور بالذنب
- تغييرات حادة في الحالة المزاجية ارتفاعًا وانخفاضًا
- الابتعاد عن الأصدقاء والأنشطة المعتادة
- التعب الشديد وانخفاض الطاقة أو مشاكل النوم
- الانعزال عن الواقع أو البارانويا أو الهلاوس
- عدم القدرة على مواجهة المشاكل اليومية أو الضغوطات
- صعوبة في الاستيعاب ومشكلات في فهم المواقف والأشخاص والتعامل معهم
- اضطرابات بسبب الكحوليات أو المخدرات
- تغيرات كبيرة في عادات الأكل
- تغيرات في الدوافع الجنسية
- الغضب الشديد أو العدائية أو العنف
- التفكير في الانتحار
- إن أعراض اضطرابات الصحة العقلية أحيانا تظهر في صورة مشاكل جسدية مثل ألم بالمعدة أو الظهر أو صداع أو أية آلام أخرى لا تجد لها سببا.
ولحسن الحظ، هناك الكثير من الأشياء التي يمكننا القيام بها للاعتناء بصحتنا النفسية ومساعدة الأشخاص الذين قد يحتاجون إلى مزيد من الدعم والرعاية. حسب منظمة الصحة العالمية
اقرئي أيضًا: