ماذا يقول الأرق عن صحتك النفسية
محتويات
العلاقة بين النوم والمزاج علاقة مشحونة؛ فالنوم الجيد يرتبط بالعواطف الجيدة؛ والعكس هو الصحيح.
الأرق هو التجربة الذاتية لصعوبة بدء النوم، والحفاظ على النوم، و/ أو الاستيقاظ في الصباح الباكر ، والتي تحدث لمدة ثلاث ليالٍ على الأقل في الأسبوع لمدة ثلاثة أشهر على الأقل. المعايير الأخرى هي ضائقة أو ضعف مهم سريريًا في مجالات مهمة (على سبيل المثال، اجتماعية، مهنية، تعليمية).
بالنظر إلى أن ما بين 6 إلى 20 بالمائة من السكان يعانون من الأرق، فإن فهم هذه العلاقة يمكن أن يساعدنا في معالجة مشكلة قلة النوم والحالات المزاجية السيئة.
لذلك، شرع الباحثون النرويجيون في التحقيق في من يعاني من الأرق وكذلك الإكتئاب والقلق المحتملين اللذين يحدثان لدى الأشخاص الذين يعانون من الأرق.
عوامل خطر الأرق
ذكرت مجلة Frontiers of Psychology نقلاً عن دراسة أن خطر تعرضك للأرق أعلى إذا:
- أنت امراة
- لديك مستوى تعليمي منخفض
- كنت أكبر (65 سنة أو أكبر)
- منفصلة أو مطلقة أو أرملة
- ستهلكين الحبوب المنومة
وبينما لم تجد هذه الدراسة أن الأرق يحدد الحالة المزاجية، لكنها أظهرت أن القلق والاكتئاب يمكن أن يحدثا عندما يعاني الناس من أنواع معينة من الأرق.
أنواع الأرق
الأنواع الفرعية المختلفة للأرق هي:
- الأرق عند بدء النوم - عندما يستغرق النوم أكثر من 30 دقيقة.
- أرق الحفاظ على النوم- عندما تظلين مستيقظة لأكثر من 30 دقيقة بعد الاستيقاظ في منتصف الليل قبل النوم مرة أخرى.
- الاستيقاظ في الصباح الباكر- عندما تستيقظين مبكرًا بأكثر من 30 دقيقة عما تريدين ولا تكونين قادرة على النوم مرة أخرى.
الرابط بين الأرق والمزاج
وجدت الدراسة أن أكثر من 60 في المائة من 113،887 مشاركًا شملهم الاستطلاع عانوا إما من الأرق أثناء النوم أو مزيجًا من الثلاثة. علاوة على ذلك: كان القلق المحتمل والإكتئاب وتناول الحبوب المنومة أكثر انتشارًا عندما تم اختبار مزيج من الثلاثة.
عندما يتعلّق الأمر باضطرابات المزاج، تضمنت المؤشرات القوية للقلق أرق بداية النوم بالإضافة إلى أنواع أخرى من الأرق. أما بالنسبة للإكتئاب، فقد ارتبطت جميع الأنواع الفرعية بشكل إيجابي مع هذا المزاج باستثناء أرق الحفاظ على النوم.
لا تعني هذه النتائج بالضرورة أن الأرق يسبب القلق والاكتئاب. في الواقع، كل هذه الأشياء يمكن أن تسبب الأرق. فالعلاقة بين القلق والاكتئاب والأرق ثنائية الاتجاه.
هذا البحث هو واحد من العديد من الأبحاث التي تضيف إلى السؤال حول أيهما يأتي أولاً، اضطرابات المزاج أو النوم المضطرب.
وجدت أبحاث أخرى عن الأرق والمزاج أن الإختلالات في دورة النوم والاستيقاظ تعزز الاضطرابات العاطفية. وكتب باحثون ألمان في مراجعتهم العلمية لعام 2010 حول هذا الموضوع: "بالنظر إلى التفاعل بين النوم والتكافؤ العاطفي، يبدو أن نوعية النوم السيئة مرتبطة بالمشاعر السلبية المرتفعة والإيجابية المنخفضة، في كل من العينات السريرية ودون السريرية".
الأرق والاكتئاب
في الآونة الأخيرة، أشار بحث من كلية بلومبرج للصحة العامة بجامعة جون هوبكنز إلى أن الأرق قد يكون له دور تنبؤي أكبر عندما يتعلّق الأمر بالاكتئاب. قام الباحثون بتحليل البيانات من ما يقرب من 600 من مرضى الرعاية الأولية الذين تزيد أعمارهم عن 60 عامًا ويعانون من أعراض الاكتئاب. ووجدوا أن أولئك الذين عانوا من أعراض الأرق المتفاقمة على مدار عام كانوا أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب بنحو 30 مرة في نهاية ذلك العام، مقارنة بالمرضى الذين تحسن نومهم خلال تلك الفترة. بالإضافة إلى ذلك، كانوا أكثر عرضة للإبلاغ عن أفكار انتحارية في نهاية العام. أولئك الذين يعانون من أعراض الأرق المستمرة يعانون من الاكتئاب المستمر - لم يتحسن ولم يتفاقم.
في النهاية، يجب إجراء المزيد من الأبحاث لمعرفة العلاقة بين جودة النوم والمزاج. يبدو أنه مع كل دراسة جديدة، نتعلم أكثر قليلاً. من الواضح أن الحصول على قسط جيد من الراحة أثناء الليل هو أحد أفضل الأشياء التي يمكننا القيام بها لتحسين مزاجنا.
إقرئي أيضاً: